يقول توبي هيلم معلقاً على ما حصل في لندن (كان استفتاء قوياً وشاملاً على فشل تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية وخاصة تلك المظاهرات التي عمت ارجاء لندن، حيث تعد من أكبر المظاهرات في التاريخ البريطاني وهو حشد يقدر بأكثر من مليون شخص تظاهروا بمسيرة سلمية وسط لندن للمطالبة بتنحي ماي وبأن يمنحهم النواب استفتاءً جديداً على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لقد شملت متظاهرين من جميع أنحاء المملكة المتحدة والعديد من مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في لندن وفي عموم انكلترا التي تشهد اضطرابات سياسية غير عادية ودعوات متزايدة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي للاستقالة. حيث يفكر بعض الوزراء في الحكومة بنائبها الفعلي ديفيد ليدينجتون كبديل مؤقت لها، على الرغم من أنه من المؤيدين للبقاء، الامر الذي سيعارضه بشدة Brexiters.
وقال منظمو المسيرة إن الأرقام الدقيقة للمظاهرات كان من الصعب قياسها ، لكنهم يعتقدون أن هذه الاحتجاجات كان يمكن أن تكون أكبر من الاحتجاجات على حرب العراق عام 2003، وجاء قرار الكثيرين بالمشاركة للتعبير عن سخطهم على رئيسة الوزراء، وهم يلوحون بأعلام ورايات الاتحاد الأوروبي ويحملون دمى ماي، بعد ثلاثة أيام فقط من تصريح رئيسة الوزراء في حديث تلفزيوني موجه الى الشعب البريطاني، هذا وانضم كبار السياسيين من جميع الأحزاب الرئيسية إلى المظاهرات، بمن فيهم نائب زعيم حزب العمل توم واتسون ونائب رئيس وزراء حزب المحافظين السابق اللورد هيزلتين وعمدة لندن وصادق خان وزعيم الحزب الوطني الاسكتلندي ووزير أول اسكتلندا نيكولا ستورجيون، – حيث رددوا هتافات (أين جيريمي كوربين ؟) – وقال واتسون إن ماي لا تستطيع تجاهل المظاهرات وعليها إعطاء الشعب صوتاً ثانياً، وقال لها (افتحي ستائرك، قومي بتشغيل التلفزيون الخاص بك، انظري إلى هذا الحشد الكبير اليوم، ها هم الناس كلهم ضدك ماي.
كما قال نواب محافظون ووزراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إن ماي لا يمكن أن تستمر في منصبها لعدة أيام أخرى يجب تنحيها – ويبدو أن داونينغ ستريت يهددهم بإجراء انتخابات عامة إذا لم يتم تمرير اتفاقها هذا الأسبوع – وألقى مايكل هيسلتين وهو نائب في البرلمان اللوم على تيار الأزمة والجنرالات الذين يخسرون الحروب ويلومون القوات البريطانية، وعلى المديرين الذين يكسرون شركاتهم ويلومون العمال، يقول.. الآن يمكننا إضافة رؤساء وزراء يخسرون الانتخابات ويلومون نوابهم.
وقال Sturgeon إن قرار الاتحاد الأوروبي يوم الخميس الماضي بتأجيل يوم خروج بريطانيا من 29 مارس آذار الحالي حتى 12 أبريل أيار على أقرب تقدير قد أوجد المزيد من الوقت لمنع وقوع كارثة. (هذه هي لحظة الفرصة القصوى – نحتاج إلى تجنب كارثة على عدم الاتفاق والضررالذي قد ينجم عن الصفقة السيئة لرئيسة الوزراء (تيريزا ماي، ويوم الإثنين الماضي ، حاولت مجموعة قوية من نواب المقاعد الخلفية الانقلاب على ماي في البرلمان من خلال تأمين الأصوات الإرشادية على الخيارات البديلة لبريكسيت، بما في ذلك خيار ضعيف على غرار النرويج، وكان من المتوقع أن يحاول داونينغ ستريت للمرة الثالثة فرض اتفاق ماي من خلال البرلمان يوم الثلاثاء الماضي. ومع ذلك، ومع دعم حزب المحافظين لماي، سيؤخر فريقها عملية التصويت إذا استنتجوا أنها ستهزم مرة أخرى، فهناك من يخطط من أعضاء حزب المحافظين لسقوط ماي، بينما يتصارع بعض حلفائها من أجل بقائها ويعتقد أعضاء في حكومة ماي أنها ستضطر إلى الاستقالة هذا الأسبوع إذا ما سمحت بالتحول نحو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث يبحث أعضاء البرلمان الغاضبون في حزب المحافظين طرق إنهاء منصبها الرئاسي، كما انخرط عدد قليل من الحلفاء المتبقين لرئيسة الوزراء الاسبوع الماضي في معركة يائسة لتعزيز موقفها، محذرين النواب من أن إجبار ماي على الخروج هذا الأمر الذي من شأنه أن يدفع البلاد إلى انتخابات عامة ويمزق الحزب). كما يحذر داونينغ ستريت المحافظين المتشددين من أن البرلمان يعارض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث سيتم إسقاط الحكومة قبل أن تنفذ مثل هذه النتيجة، ومع ذلك، كان نواب حزب المحافظين في نهاية هذا الأسبوع يدرسون طرق الإطاحة بماي، وقد أوضح وزراء الحكومة على جانبي النقاش حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أنهم مستعدون للاستقالة إذا لزم الأمر. ووصف المطلعون على حزب المحافظين بأن الحزب يرى بأنها (نهاية الأيام) مع ماي لآنها ستسقط حتماً وسيتم الاطاحة بها.
وقال النائب المحافظ جورج فريمان، مستشار السياسة السابق لماي: (أخشى أن ينتهي الأمر برئيسة الوزراء للاستقالة او الاقالة، ولن يتسامح الوزراء المؤيدون للبقاء مع أي موافقة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن بعض الوزراء المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قالوا إن ماي لا يمكنها الاستمرار، وقال مصدر في الحكومة على ماي تقديم استقالتها لأنها لم تستطع التوصل الى حل يرضي البريطانيين).
The Guardian
ترجمة غادة سلامة
التاريخ: الجمعة 29-3-2019
الرقم: 16943