هي دمشق بكل بساطتها بكل جمالها وحيويتها وخصبها وعطائها هي زهرة برية نبتت في حديقة من حدائق دمشق زهرة أوراقها دائمة الخضرة وأريجها لا يعرف نفاذا…
ضمن فعالية (ندوة ذاكرة وطن) التي تقام كل شهر في المركز الثقافي في كفرسوسة للتذكير بالمبدعين الكبار ممن تركوا بصمة واضحة على ارض الوطن، أقيمت ندوة تكريمية بمناسبة مرور أربعين يوما على رحيل الأديبة وصال سمير بحضور شخصيات إعلامية ثقافية واجتماعية، حيث شارك فيها كل من: الإعلامي عماد نداف الناقد عوض سعود عوض والفنانة التشكيلية جهاد رجوب، كما تخلل التكريم فيلما مدته خمس دقائق تضمن اهم المحطات في حياة الأديبة.
الإعلامية الهام سلطان التي كانت مشرفة الندوة اعتبرت التكريم هو تكريم لأديبة مناضلة وإنسانة كبيرة بما لها من لمسات كبيرة، تركت أثرها على الوطن من خلال أعمالها الأدبية ومواقفها النضالية لاسيما في حرب تشرين ودورها كمحاضرة في جامعة دمشق وكونها أيضا أماً فكانت مبدعة في كافة المجالات فهي فخر لنا باقية بيننا ولم ترحل، موجودة في ذاكرتنا في ذاكرة الوطن، هكذا مبدعين تبقى ذكراهم مع الأيام اقوى لأننا نعاود استرجاع مواقفهم وإبداعاتهم، فهم أيقونات الوطن الذي يستمد من خلالهم حضارته واستمراريته.
مدير ثقافة دمشق وسيم المبيض رأى أن تكريم الأديبة سمير ينبع من ضرورة تكريم القامات الوطنية الكبيرة التي تركت أثرا بحياة الوطن ومسيرته الفكرية والثقافية، الأديبة سمير تركت بصمة من خلال نتاجها الأدبي فهي بمثابة مدرسة لنا أعطت الكثير وعلينا نحن كذاكرة وطن وكمديرية ثقافة دمشق اقل ما يمكن تكريم تلك القامة ورد بعض من عطائها.
الإعلامي عماد نداف تحدث عن الأديبة كإعلامية عملت في مجال الإعلام (العبري) أي الموجه إلى الأرض المحتلة فهي كانت على تماس كامل مع ذاكرة هذا الوطن وذاكرة الجولان الذي نرفع صوتنا الآن من أجله على تماس مع قضايا الصراع العربي الإسرائيلي الذي دفعنا أثماناً كثيرة من أجله الأديبة وصال عبرت عن موقف المثقف السوري ولم تبخل من خلال نتاجها الأدبي أن تعبر عن معاناة السوريين والعرب جراء هذا الصراع.
عضو اتحاد الكتاب العرب وعضو جمعية القصة الناقد عوض سعود العوض تغنى بإلقاء بعض من كتاباتها القصصية فهي بنظره تتناول في كتاباتها قضايا إنسانية اجتماعية في سورية وهي دافعت عن الأنثى في ظل تغيب دور المرأة وتهميشه.
صديقتها المقربة الفنانة التشكيلية جهاد رجوب تناولت بعض ذكرياتها مع الأديبة معتبرة إياها أنها تمثل فكرا تقدميا واعيا ناضجا استباقيا وكانت تحمل رؤية مستقبلية للأمور وتحمل أفكارا عميقة جميلة أسردتها من خلال أعمالها الأدبية.
ومن بين الحضور أيضا الكاتبة عبير قتال التي تحدثت قائلة: إن الكاتب المملوء بنبض محبة الوطن هو حي حتى لو فارقنا بالجسد والأديبة سمير امرأة دمشقية سورية امتلأت بعشق دمشق فكانت شفافة حساسة شغوفة بقضايا المرأة، ذاكرتها مشبعة بالتفاصيل الدمشقية، البيت الدمشقي الأزقة، فهي باقية صلبة تغلبت على مرضها بالحب وكانت دائما فواحة بياسمين الشام.
يذكر أن الأديبة وصال سمير من مواليد دمشق نالت جائزة في اللغات الشرقية (عبري)من القاهرة عملت في وزارة الإعلام (القسم العبري) وكانت محاضرة في جامعة دمشق قسم التاريخ وتعتبر من مؤسسي اتحاد الصحفيين في سورية وهي عضو جمعية القصة والرواية توفيت عن عمر يناهز التاسعة والسبعين عاما.
من أعمالها: رواية زينة مجموعة قصصية ليست جريمتي خواطر بين الحلم والواقع رحلة اغتراب وغيرها.
رانيا صقر
التاريخ: الأثنين 1-4-2019
رقم العدد : 16945