و دعِ الكلابَ تنبح

 

تحالفاتٍ جميلةٍ على الأرض نراها في هذه الأيام، تثير الدهشة والتفاؤل، وتبعثُ الأمل بحصادٍ ونتائج طيبة، تحالفاتٍ زراعيةٍ صناعيةٍ وتجارية، يُطلقها – بعد غدٍ الأربعاء الثالث من نيسان الذي جرى للتوّ – معرض (سيريا فود) للصناعات الغذائية التصديرية، من على أرض مدينة المعارض في دمشق.
فقد تولّت رعاية المعرض كلٍّ من وزارتي الاقتصاد، والصناعة، وتعاون معهما اتحادا غرف الصناعة وغرف التجارة السورية، ويتولّى إقامة المعرض وتنظيمه اتحاد المصدرين السوري، وغرفة صناعة دمشق وريفها، ليُشكّل هؤلاء جميعاً تحالفاً شيقاً وقوياً بين القطاع الحكومي، وقطاع الأعمال الوطني، ليغدوا وكأنهم على قلب رجلٍ واحد، متطلعين إلى النهوض بهذا الوطن بكل جدٍّ وعزيمة، متحدّين الصعاب، ومصرين على القفز فوق الحواجز، التي يحاول أعداء سورية وضعها أمام قاطرة السوريين المحمّلة بالأعمال والآمال، التي يُصرّ المتحالفون على تسييرها وبقوة، فقد أعدّوا لها كل سبل السير.. وسوف تسير.
وليس فقط كذلك، فقد استعدّ عدد لا بأس به من رجال الأعمال العرب والأجانب للصعود على متن هذه القاطرة، بعضهم وصل، والبعض الآخر يتهيّأ للوصول، لتصير دائرة الهدف شبه مكتملة، والهدف هو التصدير مثلما كان واضحاً من صفة المعرض المعلنة، فنحن الآن إذن أمام غرف الصناعة كجهات تمثل الصناعيين المنتجين، وغرف التجارة كبيوتٍ لخبراء التسويق، واتحاد المصدرين كممثل للمصدرين، فهو من يتبنى قضاياهم محلياً وعالمياً، والدفاع عن مصالحهم، وتنظيم العمل التصديري وتنمية وترويج الصادرات، بعد أن عمل على تعزيز القدرات التنافسية للصادرات السورية، ورفع الكفاءات والقدرات التسويقية للمصدرين.
أما وزارتا الصناعة والاقتصاد فسيكون حبر أقلامها جاهزاً لرسم تواقيع الدعم، الحريص على تشجيع المصدرين، وتحفيزهم، وشحذ الهممِ في نفوسهم.
هذا المشهد كله، سيكون مرئياً أمام رجال أعمالٍ غير سوريين، جاؤوا وبكامل الاستعداد ليتلقوا ما يروق لهم من المنتجات السورية المنبتِ والصنع، ونحن على ثقة أن الكثير منها سيروق لهم، بل وهم أنفسهم واثقون من ذلك، وإلاّ لما قَدِموا أصلاً، فهم يدركون وجهتهم جيداً، ويعرفون أنّ رحالهم ستحطّ في المكان الذي يرضي شهية أسواقهم.
هكذا تبدو دائرة الهدف وكأنها كاملة، غير أنها في الواقع ليست كذلك، فأصل الحكاية لا يزال خارج المشهد، ونقصد بذلك الجانب الزراعي، الخلاّق لهذه المنتجات الغذائية كلها، وهذا ما أثار انتباه اتحاد المصدرين بخبرته وحنكته التجارية المعهودة، فبادر لإغلاق الحلقة الأخيرة من دائرة الهدف، وأعلن عن تخصيص جناحٍ كاملٍ لكل المنتجين الزراعيين الراغبين بعرض منتجاتهم التصديرية بمواصفاتها المميزة، وبعناوينها السورية الجذابة، فاكتملت الدائرة وتشابكت، ولتُغلق عندها أبواب القاطرة، لتسير القافلة.. ودعِ الكلاب من بعدها تنبح.

علي محمود جديد

 

التاريخ: الأثنين 1-4-2019
رقم العدد : 16945

آخر الأخبار
"لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها