لطالما كانت لوحات حياتنا أشبه بالمضحك المبكي تتخللها بعض التراجيديا، فهي دراما واقعية نحن أحوج إلى شيء يجعلنا ننفس عن الضغوط التي تتخللها حياتنا اليومية وهذا ماجعل الدراما السورية تحاول كما يقال أن تضع يدها على الوجع وتجذب الجمهور من خلال التعبيرعن أوجاعه بطريقة ناقدة ساخرة،مضحكة مما يجعلها أقرب لواقعه.
كانت البداية مع مسلسل مرايا مع الفنان ياسر العظمة الذي احتل الشاشات على مدار شهر رمضان لعدة سنوات والذي حمل، معه جرأة كوميديا لم نكن معتادين عليها, فتطرق الى كافة جوانب،البيئة السورية خاصة, والعربية عموماً، فكنا نتابعه وننتظره بترقب…
ثم جاء مسلسل بقعة ضوء ليصل الى صميم أوجاع الناس المعيشية فيعيد للكوميديا السورية بريقها بأسلوب جديد كما استطاع هذا العمل أن يعرفنا على فنانين سوريين وكتاب جدد،أثبتوا قدرة وإبداع الفنان السوري في كافة المجالات الفنية.
واليوم يعرض مسلسل جديد بعنوان:(ببساطة) بإشراف الممثل باسم ياخور وبطولته وإخراج سيف الدين سبيعي, كما شارك بكتابة اللوحات كل من مازن طه, ونور الشيشكلي, وزوجة الفنان باسم ياخور رنا الحريري.
تخلل العمل لوحات درامية كوميدية منفصلة,مدتها قصيرة حملت كل لوحة نقداً لموضوع من حياتنا اليومية بطريقة ساخرة.
بدا للكثيرين بأنه أشبه بمسلسل بقعة ضوء إلا أنه أقلّ تعقيداً.. من الناحية الإنتاجية والمدة التي تستغرقها الحلقة فكان اسمه (ببساطة) حاملا في تفاصيله سهولة التعاطي مع الجمهور بأفكاره.
كانت أغلب آراء المشاهدين على وسائل التواصل الاجتماعي إيجابية بوصفها للعمل على أنه اسكتشات خفيفة ولطيفة بعيدة عن الإطالة والشط, يحكي الواقع الذي نعيشه بابتسامة ودمعة.
من جهة ثانية تعرَّض العمل لبعض الآراء السلبية التي انتقدت قصر مدته مما يجعله غير قادر على منافسة أعمال كوميديا أخرى.
لكن في النهاية نحتاج لمثل تلك الأعمال سواء قصيرة أو طويلة ترسم لنا ابتسامة من القلب تجعلنا ولو قليلا نخرج عن صمتنا ونستصرخ الأنين داخلنا ولاسيما أنه لدينا فنانون لديهم من الإبداع ما يجعلهم قادرين على محاكاة المشاهد بطريقة قريبة، منه بطريقة مبسطة يكفينا التعقيدات التي نعيشها في ظروفنا الحالية.
رانيا صقر
الجمعة 5-4-2019
الرقم: 16949