مديرية عبس توثق فصول الوحشية السعودية…جرائم «التحالف» تطول مخيمات النزوح.. واليمنيون تحت مقصلة التخاذل الدولي
لا يكفي النازحين في محافظة حجة هم التشرّد بين المخيمات المخصصة لإيوائهم، حتى يأتي تحالف العدوان ويلاحقهم إلى هناك، فاتحاً فصلاً جديداً من فصول المأساة الإنسانية التي يعيشها هؤلاء الذين تمارس بحقهم كل صنوف الوحشية والاجرام السعودية.
حيث تجدد القصف السعودي العدواني على تخوم مديريتي عبس وحيران قبل أسبوع ما دفع أكثر من 40 ألف أسرة نازحة إلى الفرار من منطقة بني حسن ومخيمي المنجورة والبداح المحاذيين لحيران إلى مركز مديرية عبس ومديريات أخرى في نطاق المحافظة، خصوصاً بعدما شنت قوات التحالف الارهابي عدواناً واسعاً على المنطقة.
مصدر محلي في محافظة حجة وصف استهداف مخيمات الإيواء التي تديرها الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية في المحافظة بأنه جريمة حرب متعمدة، متهماً «التحالف» ومرتزقته بقصف المخيمات في بني حسن بصورة عشوائية بقصد إحداث مأساة إنسانية غير مسبوقة، ولفت إلى أن الآلاف من الأسر تعيش في العراء منذ أيام عند أطراف مدينة عبس مركز المديرية، وتفتقر إلى المأكل والمشرب، في ظلّ صمت أممي مخزٍ، مضيفاً أن التدفق الجماعي للآلاف من الأسر النازحة يفوق قدرات المنظمات المحلية العاملة في المجال الإنساني حالياً.
مراقبون وصفوا ما يحدث في مديرية عبس بالكارثة الإنسانية، مشيرين إلى أن الآلاف من النازحين في مخيمات بني حسن غادروا عشرات القرى التابعة لهم، فارين من جحيم الموت مشياً على الأقدام لساعات، وهم يحملون القليل من الأخشاب وبقايا الطعام، ويتقاسم الرجال والنساء منهم معاً حمل مستلزمات الإيواء على أكتافهم لافتين الى أن هناك المئات من الأسر النازحة من مخيمات الإيواء تقطعت بها السبل، ولا يزال حتى اليوم مصيرها مجهولاً، موضحاً أن الوجهة الأبرز لمعظم الأسر قرى ومناطق مديريات عبس وأسلم وحيران، وما جاورها في نطاق محافظة حجة, وذكر عبد الرحمن انه في ظلّ غياب المجتمع الدولي عن توفير الحماية للمدنيين هناك، فالتحالف ومن معه من قوات فشلوا في توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الضرورية للنازحين، وفشلوا في تأهيل حيران وميدي وغيرها كمساكن للمواطنين، ويتعمدون تجريف الحياة هناك بصورة شبه يومية.
بدوره أطلق مدير مكتب حقوق الإنسان في حجة عبد الله المحمري نداء استغاثة إلى المنظمات الدولية كافة، داعياً إياها إلى سرعة التدخل لإيقاف العدوان المستمر بحق المدنيين، مطالباً بإعلان مدينة عبس مركزاً للنازحين على اعتبار أنها تشهد أكبر حركة نزوح في تاريخ المحافظة، إذ تضم مخيماتها ما يقارب 500 ألف نازح، ولا تقتصر موجة النزوح الأخيرة على منطقة بني حسن في أطراف مديرية عبس، بل إن الآلاف من النازحين الجدد فروا من جحيم المواجهات التي يشهدها عدد من مناطق مديرية حرض، منذ إعلان التحالف العدواني بدء حملة عسكرية عدوانية واسعة هناك قبل أسبوعين.
ويرى مراقبون أن موجة النزوح الجديدة التي تشهدها مديرية عبس لا تزال مستمرة، وأن الآلاف من أبناء القرى الواقعة على خطوط التماس ينزحون بصورة يومية إلى مناطق متفرقة، مضيفين أن عشرات الأسر من سكان قرية الخزنة في منطقة بني حسن نزحت إلى مديرية بني قيس في المحافظة نفسها، ما اضطر السلطات المحلية إلى إخلاء إحدى المدارس وإيواء الأسر فيها.
وفي الشأن الميداني أكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع سقوط شهداء وجرحى بينهم طالبات في غارات للعدوان السعودي الأمريكي على مناطق سكنية في سعوان بمديرية شعوب شمال العاصمة.
الى ذلك استشهدت امرأة وأصيب آخرون إثر استهداف مدفعية مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي منزل مواطن في قرية محول البدو التابعة لمديرية خدير بمحافظة تعز.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأثنين 8-4-2019
رقم العدد : 16951