بمناسبة مرور مئة عام على ولادته، وثلاثة عشر عاماً على رحيل المبدع عبد السلام العجيلي كان لنا وقفة مع الباحث القاص جمال السلومي بمحاضرة بعنوان «محاضرة مع العجيلي» في رابطة الخريجين الجامعيين بحمص سنقتطف منها زهرات: تناول السلومي في بداية حديثه كيف وجد إجابة على سؤال أرقه في يفاعته في قصة (حفنة دم) للعجيلي، وتأثره بأعمال العجيلي في شبابه حيث إن رواية العجيلي «باسمة بين الدموع» أبكته فأحداث القصة تقاطعت مع نهاية قصة الحب التي عاشها السلومي.
وتقدم ببحث عن الجانب الساخر في أدب العجيلي خلال دراسته الجامعية قسم اللغة العربية ومما أدهشه في تلك الفترة أن طلاب قسم اللغة العربية لايعلمون شيئاً عن العجيلي، وأشد ما آلمه أن الأستاذ المحاضر وإن لم ينكر معرفته بالعجيلي، فإنه أنكر معرفته بالجانب الساخر عنده.وقد لاحظ خلال متابعة كتبه أن معظمها صدر عن دور نشر غير سورية في بيرت ومصر وليبيا.
وتناول سيرته حياة وأدب العجيلي قائلاً: «لقد قدر لي أن أعيش في مدينة الرقة لسنوات بعد تخرجي من أحد المعاهد المتوسطة، هناك تيسر لي أن أتعرف ولو عن بعد على أحد أهرامات الأدب الدكتور عبد السلام العجيلي الطبيب والأديب والسياسي.
كان العجيلي الطبيب الوحيد في الرقة على الرغم من الإغراءات الكثيرة ليصبح طبيباً في العاصمة أو مدينة كبيرة أو في إحدى العواصم العربية، لكنه آثر أن يخدم أبناء مدينته.
خصص العجيلي وقته للناس، يجتمع بهم، ويستمع إلى معاناتهم بصدر رحب، ويعمل على حلّ مشاكلهم، ويمدُّ يدَّ العون لكل ذي حاجة.
وقد أتحفنا العجيلي خلال مسيرته الأدبية بأكثر من أربعين كتاباً، وقد ترجم معظمها إلى العديد من لغات العالم (الفرنسية، والروسية، والسويدية، والأرمنية والألمانية، والتشيكية..)
ويقول الأستاذ أمجد آل فخري في كتابه (وقائع مهرجان الأديب عبد السلام العجيلي الأول للرواية العربية، لقد جعل من الرقة إحدى عواصم الرواية العربية، فاحتفلت به قلما مبدعا اتسع طيفه ليكسر الحواجز والجدر..).
أما العجيلي السياسي الذي كان نائبا في البرلمان عن مدينة الرقة في عام 1947، كما كان وزيراً للثقافة والإعلام والخارجية عام 1962، والتحق بجيش الإنقاذ عام 1948، وحمل السلاح للتصدي للاحتلال الصهيوني في فلسطين.
وتناول السلومي رحلات العجيلي: رحلات العجيلي لا تعدُّ ولا تحصى وقد زار كل أصقاع العالم تقريباً شرقه وغربه وجنوبه وشماله.
كتب العجيلي الشعر والقصة والرواية، والمقالة، والمقامات، كما حاضر في جميع المجالات العلمية والطبية والسياسية، كما قدم العديد من الكتب، وله في الأدب الساخر، كما له في أدب الحرب باع طويل وقد استشهد بكتبه بالكثير من الشعر.
وفي نهاية المحاضرة عدد مؤلفاته وأين نشر كل منها، فكانت المحاضرة عن عرض لذكريات المحاضر والحضور مع العجيلي وكيف التقى كل منهم به.
سلوى الديب
التاريخ: الأربعاء 10-4-2019
رقم العدد : 16953
