تموجـات المشــاعر.. وعطـــر الصمـــــــت..

تفيض الرؤى عذوبة وتبث أمنياتها الكامنة بين حناياها.. لتنشر جمالياتها التي طواها الصمت.. معلنة التحرر من كل قيد.. ناثرة عذابات الوجدان وحلاوة العشق التي تخضبت بناره عطر الأماكن والدروب المؤدية إليه.. والتي كانت شاهدة على ألم الحب وملذاته.
منارات الصمت مجموعة شعرية للكاتبة منار عبد الكريم القطيني التي تحتوي على ثلاثين نصا في كل نص ركن من أركان الحياة ومتطلباتها، النصوص متنوعة كل عنوان يحمل مدلولا.. تساؤلا.. انفعالا وهما ما.
تقول القطيني تحت عنوان (الوردة البيضاء):
أخاف أن تغفل عن وردتي البيضاء
التي تنمو في قلبك
فلا تسقيها من شريانك المغتر
فتذبل عطشا
أخاف أن تنام عصفورتي الجريحة
في عش النسيان.. فلا تطعمها من فتات عشقك
وقع خاص وتجليات من التصاق الشاعرة منار بالواقع بالحدث، مشاهد ترسمها بالكلمات تتلوى بين ألوانها منسلة إلى الظلال لتلتحم بها وتشكل عالمها المفعم بالحيوية والحياة تارة وبالاحتراق تارة أخرى, تقول في (القصائد المالحة):
عناقيد شوق، نعتصرها، فنملأ الدن
من بعضي وبعضك
نثمل بين أرباب الأعناب، ما عادت عراجين
الأقمار سفرا لنا، ولا تقويما، في ليالي الفراق
نبراس عسعس، بين سراديب الأشواق
أمهلني عمرا، أمهلني نبضا
حتى أدون تاريخ العشاق
تستوقف القارئ قصيدة تتغنى الكاتبة منار بوالدها وهي مليئة بالعاطفة بالدفء بالحب، بعيدة كل البعد عن البهرجة تتصل بأعماق الروح والوجدان، قصيدة ينبشها الحنين، تفجرها تلك الذكريات الحميمية مع والدها، التصاقه بالأرض التي كان يمضي جلى وقته فيها، أعطاها جهده وعرقه فأهدته عبيرها وشذاها, تقول في قصيدة (أبي):
لم يكن أبي ابن الإله أمون
ولا ابن ملوك الرافدين
كان فلاحا، يقرأ الشعر
ويكتبه على زراع الشمس
يلحنه لأناشيد، الحقل، المشرد
حروفا، تطحنها، رحى العمر
تخبزها أمي، فينضج الحزن
كلما فار، تنور القهر
تكتبني دمعة، فوق رغيف، الخبز
منارات الصمت نصوص تتموج من خلالها المشاعر وتتدفق، ترتفع تارة وتهدأ أخرى تعبق بأهازيج الليل وعصافير الغرام الهائمة في مفردات روعتها والباحثة عن قلوب تلتقطها وتسمع شدوها وصوت زقزقتها وخفقان أجنحة تقترب من أرواحنا, تقول في (أهازيج الليل):
وإن غنى الليل أهازيجه
طربت له مسامع الدروب
يحمل خطانا رحيق الزهر
فيعرف الحب
أرضنا.. نهرنا ونبض السهول
ونبض السهول
علاء الدين محمد
التاريخ: الأربعاء 10-4-2019
رقم العدد : 16953

آخر الأخبار
اتفاقية بين مفوضية اللاجئين وجمعية خيرية كويتية لدعم السوريين في الأردن دور المغتربين السوريين في إعادة الإعمار .. تحويل التحديات إلى فرص هل حان وقت تنظيم سوق السيارات ..؟ وزير المالية يعلن خطّة تطوير شاملة لسوق دمشق للأوراق المالية التنمر الإلكتروني.. جرحٌ لا يُرى وضحايا لا تُسمَع أصواتهم قفزة في الصادرات الأردنية إلى سوريا بنسبة 454% في الربع الأول من 2025 لغز السيارات في سوريا .. يثير ألف سؤال حول توقيت قرارات السماح بالاستيراد أومنعه !!. الخضار الصيفية بدرعا تبحث عن منافذ للتسويق والتصدير 275 مليون شخص متعاط حول العالم.. المخدرات.. لا تميز بين غني أو فقير افتتاح مركز النور لأمراض وجراحة العيون في ريف إدلب محطّات تفاعلية متنوعة في ختام حملة "أثر"باللاذقية سوريا تتصدّرمسابقة الخطلاء 12 عملية لمكافحة المخدرات في درعا تركيا وسوريا.. تأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية والمصالح المشتركة مركز الملك سلمان يقدم نحو 12 ألف خدمة صحية للاجئين السوريين بالزعتري تصدير 5000 رأس غنم عواس إلى السعودية مبادرة للنهوض بالواقع الخدمي في مدينة الحراك إخماد حريق في الشيخ بدر الاستقرار النقدي.. ركيزة أساسية لأي مسار تنموي التقييم الغامض والعقود المزوّرة.. فوضى تنخر السوق العقارية