على الرغم من استيائهم من جراء مماطلات لندن فيما يتعلق بعملية «بريكست», بعدما رفض النواب البريطانيون ثلاث مرات اتفاق الانسحاب الذي أبرمته حكومتهم مع بروكسل، فقد قرر الأوروبيون مجددا إرجاء خروج بريطانيا من التكتل, ومنحها مهلة 6 أشهر إضافية من أجل إيجاد أفضل صيغة ممكنة لحل الأزمة, وتفادي الخروج من دون اتفاق, فيما لا تزال رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مقتنعة أن بلادها لا يزال بإمكانها أن تغادر الاتحاد الأوروبي قبل الـ 23 من أيار المقبل، على الرغم من قبولها قرار التأجيل, في وقت تجهد فيه للحصول على دعم البرلمان لشروط الانسحاب التي اتفقت عليها مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي .
وفي التفاصيل, فقد أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن ماي وافقت على عرض الاتحاد الأوروبي تأجيل بريكست ستة أشهر, أي حتى 31 تشرين الأول القادم, وذكرت «ا ف ب» أن توسك كتب على «تويتر» في نهاية قمة بروكسل: وافقت الدول الـ 27 في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على تمديد مرن لـ»بريكست» حتى 31 تشرين الأول, ما يعني ستة أشهر إضافية لبريطانيا من أجل ايجاد أفضل حل ممكن. لكن ماي قالت خلال مؤتمر صحافي في بروكسل: إن بريطانيا لا يزال بإمكانها مغادرة الاتحاد في 22 أيار على الرغم من قرار التأجيل, هذا وقالت: إذا توصلنا الآن إلى اتفاق, فإنه لا يزال بإمكاننا الخروج في 22 أيار .
وكان قادة الاتحاد الأوروبي قد اجتمعوا أول أمس في بروكسل لاتخاذ قرار بشأن إرجاء جديد لبريكست, في وقت تريد بريطانيا وشركاؤها الـ 27 في الاتحاد تجنب التداعيات المؤذية لانفصال من دون اتفاق.
من جهتها أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس أن الموافقة على تمديد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانت بناء على المصالح الألمانية وليس بناء على طلب بريطانيا.
ونقل موقع دويتشه فيله عن ميركل قولها بعد محادثات القمة الأوروبية في بروكسل: كان القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي جيدا, لأنه يعطي فرصة أكبر لاتخاذ قرار في بريطانيا, ولا يقتضي التعامل مع الموضوع كل أسبوعين, مؤكدة أن التمديد لم يكن بالدرجة الأولى بناء على مطالب بريطانيا, ولكن على المصالح الألمانية.
وشددت ميركل على ضرورة الالتزام باتفاقية الخروج التي تم التوصل إليها, مشيرة إلى أن الخروج ليس هو الأهم من وجهة نظرنا بل الالتزام بالاتفاقية.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 12-4-2019
الرقم: 16955