ثورة أون لاين-علي نصر الله:
العُدوان الصهيوني الذي ارتكبته حكومة بنيامين نتنياهو فجر اليوم السبت 13 نيسان الجاري، هو من حيث المبدأ استمرار أحمق للاعتداءات السابقة المُتكررة، التي تَعكس من جانب حالة الهلع داخل الكيان، ومن جانب آخر تُؤكد إفلاسه من بعد فشل ما كان وُضع من مُخططات لاستهداف سورية خلال السنوات الماضية، لكنها تُظهر في الوقت نفسه التَّقديرات الخاطئة لدى “إسرائيل” وأميركا كطرف واحد لا انفصال بين حَركاتهما العدوانية، بل جميع الوقائع تُؤكد أنها حركات تتم بتنسيق كامل، وإنّ العدوان الأخير على أحد مواقعنا في منطقة مصياف لا يَشذ عن القاعدة، وهو لعبٌ بالنار وحماقةٌ تُراكم الحساب القادم.
العُدوان الجديد الذي يَأتي سياسياً بعد فَوز نتنياهو بالانتخابات التي مَنحته فرصة تشكيل حكومة جديدة لمُواصلة برامجه الاستيطانية والعدوانية التي دَعمتها واشنطن – إدارة دونالد ترامب – بخطوات وإجراءات باطلة في القدس والجولان، كانت بمثابة الحلم للصهاينة، هو عدوان مُختلف يَنبغي قراءته من زاوية مُختلفة أيضاً، ذلك أنه يُضاعف فُرص التصعيد، ويزيد من احتمالات المواجهة والانزلاق للحرب التي ستُخالف نتائجها، في حال وقوعها، كُلّ التقديرات التي يَبني عليها الأميركي والصهيوني، والتي قد تَدفعهما لمزيد من الاستفزازات التي لن تَبقى بلا رد على أي حال.
الوقائع تُشير بوضوح إلى أنه لا قُدرة لدى مُعسكر العدوان على ابتلاع الهزيمة المُتحققة في سورية، والاعتداءات المُتكررة الأميركية والصهيونية تُؤكد عجز الإدارة الحالية المُشتركة ترامب – نتنياهو عن إحداث فَرق يَبحثان عنه، وكذلك العجز عن فَرض شروط وقواعد للاشتباك، للعبة، لا تَجعلها فقط الحاكم والمُتحكم بها، بل تُلبي لهذه الإدارة الشريرة المُشتركة كل ما تُريده، وتُحقق لها كل الأهداف التي لاحَقَتها على مدى السنوات الماضية، وبأُفق مُستقبلي حالم، يُسقط المنطقة كاملة باليد الأميركية، ولا يُبقي فيها شيئاً مما يُقلق إسرائيل والولايات المتحدة .. لهذا كله نَرى ويَرى العالم معنا هذا المُستوى من الجنون والهيستيريا!.
لأن سلّة الأهداف الصهيوأميركية العدوانية كبيرة وخطيرة إلى هذه الحدود، ولأن الطرف الآخر المُستهدف قوياً وصلباً وثابتاً إلى هذه المُستويات التي أجهضت حتى الآن مُخططات العدوان بما جعل السلة إياها فارغة إلا من الخَيبة والإحباط والخسران، يَستمر الصراع الذي قد لا يَنتهي إلا بما ينبغي له أن ينتهي له ويَحصل، سواء لجهة تحرير المُغتصب من الأرض والحقوق تَطبيقاً لقرارات الشرعية الدولية، أم لجهة إحقاق الحق وردع المُعتدي بالقوّة، وبالحالتين لا يَنبغي لهذا الصراع أن يَنتهي إلا برحيل المُحتل مهما طال أمد احتلاله، ومهما امتلك من أسباب القوة وأدوات الحرب والعدوان .. هي نتيجةٌ حَتمية حَدَّثَ بها التاريخ مرّات ومرات.
الذين لا يَمتلكون من خيار سوى استمرار اللعب بالنار، نُعد لهم ما يَلزم لنُلحق بهم الهزيمة، فإن لم نَتمكن من استعادة كامل حقوقنا لأسباب تتصل بعُهر النظام العالمي الذي يُساند قوى العدوان، ولأسباب أُخرى تَتعلق بأبناء جلدتنا من الخَونة الذين يَصطفون مع مُعسكر العدوان، فعلى أقل تَقدير سنَتمكن من إلحاق الهزيمة بمُخططات الشر والعدوان، نَمنع تَحقيق غاياتها، ونَمنع فَرضَ الأمر الواقع على أمتنا، ونَضع خطوطاً وقواعد للاشتباك تُجبر معسكر أعدائنا على التراجع والانكفاء. وأما الذين يَستعجلون المُواجهة نفاقاً، فلا أهمية لبَاطل ما يَتبجحون به، نحنُ نَعلم المَقاصد، ونَعرف حدود الدّور القذر المُسند لهم!.
،