لندعم قدراتهم ..قبل أن تؤذيهم نظراتنا

تعكس بعض الحالات الاجتماعية خفايا النظرة المؤلمة والمتوترة التي يظهرها البعض دون دراية أو معرفة بحجم الأسى الداخلي الذي سببه لهذا الشخص أو ذاك حين نتعامل مع قضايا ومسائل تكون خارج حدود أحلامنا وظروفنا وصناعتنا.فعلى سبيل المثال لا الحصر تأخذ قضية ذوي الاعاقة اهتماما وضجة كبيرين ومهمة جدا، قد ينساها أو يتناسها العديد من الناس حين يصاب أي فرد أو شخص بعجز معين يجعله غير قادر على التكيف مع المجتمع.
وهذه الكلمه مجحفة بحقه وحق هذه الشريحة التي لا يمكن نكرانها في المجتمع ، ففي معظم الحالات أثبت هؤلاء عكسها فلم تكن إعاقة أي شخص تقف عائقا أمام حلمه.
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذه الرؤية للمعوق، علما أن إعاقته ربانية.. وحتى نستطيع أن نحدد فعالية هذه الشريحة لابد أن ننظر إلى القضية من ناحيتين ، الأولى المجتمع وما أدراك ما المجتمع الذي يبدأ بالأسرة ثم المدرسة وصولا إلى الجانب العملي فمنذ أن يرى هذا الصغير الضوء حتى تبدأ النظرة المغيرة له من النظرة إلى أقرانه ربما.يستقبل بالشفقة والدموع وربما بالإهانة.
وهنا سيكون محور موضوعنا من خلال عرضنا لحالات عدة منها الشاب (ع.د) البالغ من العمرعشرين عاما ولد في أسرة متوسطة الحال كانت إعاقته نتيجة خطأ طبي فأصيب بالشلل لكن ذلك لم يجعله ييأس وتابع مسيرته التعليمية وهو الآن في الثالث الثانوي ويطمح أن يصبح مدرسا للغة العربية ونستطيع أن نصفه هنا دون مبالغة بالمخترع العبقري فهو بارع في مجال صيانة الحواسيب، لكن أسرته تحثه أن يختار وظيفة إدارية ولا ترغب في متابعة التحصيل العلمي ظنا منها أن ذلك أكثر أمنا لمستقبله، فالوظيفة الثابتة ستدر عليه دخلا ثابتا يغنيه عن السؤال.متأملة عبقريته في مجال الحواسيب. وهنا نطرح سؤالا آخر ، لماذا هذه القسوة في بعض الأسر ومتى سيتخلصون منها ويعاملون هذا الفرد كأي فرد آخر يستطيع العطاء كما يستطيع أخذ الحنان وهذا ما يحبط الشخص المعوق المحتاج إلى الدعم المعنوي دائما.
نظرة بعض الأسر هذه وإن كنا لا نلوم تلك المواقف من وجهة نظرها طبعا ربما تريد تأمين مستقبل أبنائها وفق الحاجة والظروف والواقع ولو على حساب مواهبهم. بيد أننا لاشك نلوم تلك الأسر التي أغلقت الأبواب في وجوه أبنائها من ذوي الاعاقة خوفا عليهم من استهزاء المجتمع بهم.
فيما أسر أخرى تحبطهم وتمنعهم من التقدم وكلما حققوا نجاحا أو حاولوا التقدم أوقفتهم بكلمة (أنت _ أنتِ) «معوق.. معوقة «، فكانت هذه العبارة كالجمر في دربهم تحرق طموحاتهم وأملهم ورغبتهم في أن يكونوا أعضاء فعالين في المجتمع وأكبر دليل على هذا حالة الرجل (ب..ل) العصامي الناجح الذي يضرب به المثل حيث أثبت نفسه في حياته العملية وهو البالغ من العمر خمسون عاما.. ولد في أسرة ميسورة الحال لم تمنعه إعاقته من تحقيق حلمه رغم تخلي كل من حوله عنه حتى اقرب الناس إليه وهي زوجته ولم يبق أحد بجانبه سوى والدته التي كان لها الفضل الأكبر في دعمه وأثبت نفسه في عمله المهني ولما نجح أصبح من تخلى عنه بالأمس يفتخر بنجاحه اليوم وهنا المفارقة حين يضرب به المثل.
ما تقدم هو مجرد إلقاء بصيص من الأمل لهذه الشريحة من أبناء المجتمع التي وجدت نفسها في هذه الحالة .وأنا واحدة ممن خاضت هذه التجربة الخاصة وكانت نظرات المجتمع بشكل ما تؤذيني وتجرح مشاعري. وهنا لا نستطيع أن ننسى من كان لها الفضل الأكبر في دعم هذه الشريحة السيدة أسماء الأسد وما تقدمه من دعم مادي ومعنوي يعطينا الأمل المتجدد بالحياة.

سعاد الخليل
التاريخ: الأحد 14-4-2019
الرقم: 16956

 

 

آخر الأخبار
عبر البوابة البريطانية.. العلاقات السورية الأوروبية نحو انطلاقة جديدة امتحان الرياضيات لطلاب البكالوريا المهنية- المعلوماتية: بين رهبة المادة وأمل النجاح الخبيرمحي الدين لـ"الثورة": حركة استثمارية نوعية في عدة قطاعات الرئيس الشرع يتقلد من مفتي الجمهورية اللبنانية وسام دار الفتوى المذهَّب حرب إسرائيل وإيران بين الحقائق وإدعاءات الطرفين النصرالمطلق ألمانيا تدرس سحب الحماية لفئات محددة من اللاجئين السوريين "قطر الخيرية" و"أوتشا".. تعزيز التنسيق الإنساني والإنمائي في سوريا بعد 14 عاماً من القطيعة .. سوريا وبريطانيا نحو شراكة دبلوماسية وثيقة 10 مناطق لمكافحة اللاشمانيا بدير الزور الاقتصاد الدائري.. إعادة تدوير لموارد تم استهلاكها ونموذج بيئي فعال الحرائق في اللاذقية .. التهمت آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية 1000 مستفيد في دير الزور من منحة بذار الخضار الصيفية الحشرة القرمزية... فتكت بشجيرات الصبار مخلفة خسائر فادحة مشكلات تهدّد تربية النحل بالغاب.. ونحالون يدعون لإحداث صندوق كوارث الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون