محاولات النظام السعودي في إخضاع اليمن لهيمنته لم تتوقف، فبعد أن فشلت محاولات مملكة الارهاب السعودي في تحقيق أهدافها في اليمن من خلال العدوان الذي شنته على اليمن في اذار 2015 ، تسعى اليوم إلى اتخاذ سياسة جديدة من خلال تزييف الواقع وسرقة إرادة اليمنيين في تنصيب مجلس نواب مزور وصوري يعمل لمرة واحدة.
الرهان على ما يسمى بالبرلمان وبعض أعضائه في تحقيق الأهداف الاستعمارية السعودية في اليمن ليس بالأمر الجديد وقد عمد النظام السعودي خلال سنوات العدوان على سرقة اسم المجلس وتنصيب هيئة تنشط باسمه وتصدر البيانات والإدانات وتشارك في جميع المحافل الدولية باسم اليمن ولكن تحت أهداف ومصالح النظام السعودي.
لكن بعد انغلاق الأفق العسكري امام مملكة الارهاب السعودي، خاصة بعد أربع سنوات من الحرب وعدم تحقق أهدافها في صنعاء وصعدة عملت مملكة الارهاب خلال السنوات الماضية على مشروع نقل البرلمان من صنعاء إلى الرياض أو عدن ولكن المحاولات السعودية اصطدمت سابقا بالعديد من الأزمات والمشكلات حيث فشلت في استمالة أغلب الأعضاء وعارض العديد من النواب المساعي السعودية واصروا مع عدد من النواب البقاء في صنعاء وممارسة مهامهم من هناك.
فشل السعودية في نقل البرلمان بكافة أعضائه أدى إلى أن تختار الرياض سياسة جديدة وهي تشكيل برلمان مزيف من الأعضاء الذين فروا إلى الرياض منذ بداية العدوان لكن هذه المساعي واجهت العديد من العقبات خلال الأعوام الماضية حيث فشلت السعودية في عقد جلسة للبرلمان في عدن.
وبعد نقاشات ومداولات عديدة، ظهرت على الساحة تحركات أميركية كبيرة لدعم السعودية في خطة تقسيم البرلمان وتزييف حضوره من خلال إعادة تفعيل البرلمان وبذل السفير الأمريكي لدى اليمن جهودا كبيرة لترتيب الأوراق والضغط على بعض النواب الذين استقر بهم الحال في القاهرة لحضور جلسة الافتتاح وتنصيب سلطان البركاني رئيسا لهذا البرلمان الذي عقدت جلسته في مدينة سيئون القريبة من الحدود السعودية اليمنية.
المجلس السياسي الأعلى في صنعاء أدان هذا الاجتماع وقال إن اجتماع عدد من أعضاء مجلس النواب في الخارج المناصرين للعدوان على اليمن بمدينة سيئون بحماية المحتل السعودي خيانة عظمى، مضيفا أن الاجتماع يسعى لاستنساخ غير شرعي لمجلس النواب بهدف تشريع الحرب على اليمن وانتهاك سيادته واحتلال أراضيه مشددا أن مخرجات الاجتماع باطلة وساقطة، وسيتحمل أي نائب مسؤولية حضوره.
ويرى مراقبون ان إعادة تفعيل البرلمان المزيف في سيئون لن يغير في المشهد السياسي والعسكري باليمن كون النظام السعودي حتى قبل إيجاد هذا الانقسام كان يستخدم اسم المجلس زورا وبهتانا وان هذا العمل مجرد تحصيل حاصل في العملية السعودية لكن هناك من يرى ان هناك بعض التحول في المخططات السعودية حيث تعمل على إعادة رموز وشخصيات سياسية مرتبطة بالنظام القديم لعلها تستطيع ان تفعل شيئا لإخراج النظام السعودي من مأزق الحرب التي دخلت عامها الخامس في ظل خسائر بشرية ومالية وأخلاقية هائلة للأسرة الحاكمة في الرياض.
ويرى العديد من المحللين السياسيين ان مستقبل اجتماع سيئون سيكون مثل اجتماع مؤتمر الرياض الذي كان أوسع حجما ومشاركة من حيث الأعضاء والشخصيات لكنه في نهاية المطاف فشل ولم يحقق للسعودية أي هدف يذكر.
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الاثنين 15-4-2019
الرقم: 16957