لا يستطيع متابع سياسي أن يجزم بآليات تحريك الإرهابيين من منطقة إلى أخرى، فالإرهابيون الذين تم زجهم في سورية في مشروع عدواني استعماري كبير، تم استقدامهم من عشرات الدول من مشارق الأرض ومغاربها، ليقوموا بمهمات إجرامية متعددة وينتهي بهم المطاف في هزائم واحدة تلو الأخرى وصولاً إلى تهريبهم من جانب الولايات المتحدة الأميركية وعملائها من عصابات قسد وسواها إلى مناطق تسيطر عليها القوات الأميركية الغازية والاستعداد لتوظيفهم في مهمات جديدة خارج حدود الجمهورية العربية السورية.
وقد ألقت السلطات الجزائرية القبض على عدد من الإرهابيين المنقولين من حلب وإدلب ودير الزور وغيرها على الحدود مع مالي في محاولة للعبور تهريباً لتنفيذ مهمات جديدة.
الوقائع الميدانية والتطورات التي شهدتها السنوات الثماني الماضية تؤكد أن الإرهابيين يمثلون رصيداً احتياطياً قابلاً للتوظيف في مهمات عدوانية مستجدة، فالمهمات العدوانية للإرهاب الداعشي والنصروي أخذت أبعاداً تخريبية في خدمة الإمبريالية والصهيونية وأحدثت تخريباً واسعاً على امتداد المناطق التي طالتها يد الإرهاب، لكنها عجزت عن تحقيق أهدافها والوصول إلى مبتغاها في تخريب بنية الدولة الوطنية في سورية، فكان الثبات والصمود والاستعداد المستمر للتضحية والفداء الرسالة السورية الواضحة للعالم كله، والتأكيد على أن هذا الأنموذج السوري كان متفرداً في القدرة على مواجهة أكبر وأعتى قوى البغي والعدوان وعلى رأسها الدعم الأميركي والرعاية المستمرة منها، إضافة إلى الحكومات الأوروبية الاستعمارية وهي ما زالت تعيش أوهام الحقبة الاستعمارية، فأسقطتها سورية بثباتها وصمودها لتبرهن للعالم أن الأعداد الكثيرة من الإرهابيين لن تفلح في إحداث أي خرق في بنية المجتمع وأن انتقالهم إلى مناطق أخرى إنما يعكس فشل المخططات العدوانية الغربية وأن نهاياتها إلى الدمار والخراب.
مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 15-4-2019
الرقم: 16957