تأبى دول الاستعمار القديم أن تغيّر من جلدها وتنسينا أفعالها الإجرامية التي دأبت عليها خلال احتلالها لبلدنا وبلدان عديدة أخرى تحت تسميات مختلفة.. فيبدو أن تلك الدول لا تعرف إلا قتل الشعوب وحصارها والضغط عليها من أجل تحقيق أهدافها ومصالحها على حساب هذه الشعوب رغم ما تنص عليه دساتيرها وقوانينها بخصوص حقوق الإنسان وما تتشدق به في وسائل إعلامها وأمام المنصات الدولية حول الحرية والديموقراطية والإنسانية..الخ.
مناسبة هذا الكلام هو ما يشهده شعبنا العربي السوري من عقوبات وحصار اقتصادي من قبل دول دأبت على استعمار الشعوب واستغلالها ونهب ثرواتها وسلب قرارها وفي مقدمتها فرنسا – التي احتلت سورية لأكثر من ربع قرن وأخرجت منها بالقوة في مثل هذا اليوم من علم 1946 بعد نضال مرير خاضه شعبنا بقيادة عدد من أبنائه الأبطال كيوسف العظمة وصالح العلي وسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وأحمد مريود- وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي ورأس الشر في كل ما أصابنا ويصيبنا من شر الولايات المتحدة الأميركية ومن يلف لفها من دول عربية وغير عربية.
فالحصار المفروض علينا كشعب ودولة لا يمت للأخلاق والإنسانية بصلة، ويخالف كل مبادئ الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ويطول كل ما يحتاجه المواطن السوري من غذاء ومحروقات للتدفئة والنقل والإنتاج وقطع تبديل تخص دوران عجلة الإنتاج واستمرار كل أشكال الحياة ولو بحدودها الدنيا، وبالتالي انعكس ذلك سلباً على طعامنا وشرابنا وإنتاجنا ومتطلبات حياتنا الكريمة، وهذا يضاف إلى كل المنعكسات السلبية والتدميرية التي تسبب بها الإرهاب على مدى ثماني سنوات من حربه علينا بدعم من تلك الدول الاستعمارية و(الصهيونية).
رغم ما تقدم فإن شعبنا الذي خبر الصمود ومواجهة العدوان وعقوباته لن يستسلم لهم ولن يحقق مآربهم، وسوف يجد الطرق المناسبة مع قيادته للتخفيف من آثار وتداعيات الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي المرافق لها عبر مبادرات جديدة نتوقع أن تظهر للعلن تباعاً في قادمات الأيام.. وكل عام وشعبنا ووطننا بألف خير.
هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 18-4-2019
رقم العدد : 16960