الجــــلاء..هـــمم شـــــــامخة ودروس في التضحيـــــة والإبــــاء

جسد جلاء الاستعمار الفرنسي عن سورية بعد مقاومة شرسة بأشكال مختلفة استمرت لعشرات من السنين مرت خلالها عبر نضال مستمر ومتصاعد رغم ما تخللها من الظلم والقهر والاستعباد والإعدامات التي كان ضحيتها آلاف مؤلفة من فئات الشعب ومن مختلف الشرائح والطوائف «شباب وشيب ونساء» ،حيث لم تكن المرأة بعيدة عن هذا الحراك الثوري ،بل وقفت إلى جانب الرجل في مواقف مشرفة تشد من آزره تارة ،وتحمل البندقية تارة ،وتقوم بمساندته بكل الأشكال وعلى قدر استطاعتها حيث كانت في بعض الأحيان مدهشة بما قامت به ،ذلك الحراك لم يأت من فراغ بل كان امتدادا لتاريخ نضالي استمر منذ الأزل وسيستمر طالما وجد الظلم والاستعباد.
اليوم ونحن في هذه الذكرى المشرفة نستلهم من ذكراها المباركة دروسا ممن سبقونا ،وهمماً شامخة سيذكرها التاريخ وسيتعلم منها أولادنا وأحفادنا دروسا في التضحية والإباء كما ذكرناها لاسيما وأننا نعيش اليوم معركة في الشرف والبطولة التي سطرها ويسطرها أبطال الجيش العربي السوري في كل بقعة من أرضنا الطاهرة على مر التاريخ ،وهو الذي وقف وسيبقى في مكانه من خلال عقيدته الراسخة أن هذه الأرض لا يمكن إلا وأن تكون لأبنائها الشرفاء الذين بذلوا دماءهم رخيصة في سبيل عزته وكبريائها وهم الذين أقسموا بأنها حرام على غيرنا ببرها وسماها وبحرها ،وستبقى عزيزة وكريمة بهمة هؤلاء الأبطال وشرفاء الوطن .
اليوم وفي قمة احتفالاتنا بهذه المناسبة التي مرت عليها السنون بأهميتها وعظمتها ،نحن نعاني من ظلم ذوي القربى والجوار قبل الأعداء في سابقة خطيرة نتعرض من خلالها لأبشع العمليات الحربية والنفسية والظواهر الأكثر بشاعة وقسوة ،و التي اعتمدت فيها على جميع الأساليب المجرمة والتي تقشعر لها الأبدان حيث طالت البشر والحجر والنسيج الاجتماعي برمته،قاصدين منها تدمير ثقافة شعب أبى إلا أن يكون حرا .
هذه المناسبة التي مرت عليها السنون بقيت تشكل استلهاما لهمم متقدة تتجدد باستمرار، واستذكارا للعظماء الذين ضحوا بدمائهم الذكية في سبيل هذا الوطن العزيز وأيضا تتضح ملامحها /تلك الذكرى المجيدة /كلما مرت بنا الشدائد التي تعمل فيما تعمل على شحذ همم القوى الوطنية والصديقة بأن تحرير أراضينا المحتلة لابد قادم مهما عظمت التحديات وكثرت المؤامرات والتخاذل ممن سيكون مصيرهم مزبلة التاريخ كما كان من سبقهم وتواطؤوا مع الاحتلال ،وهي كذلك مناسبة يتجدد فيها العهد لأبطالنا الساهرين على حمى الوطن، وبأننا على العهد دائما كما هي مناسبة لنا ولمن يخلفنا بأن الطريق الصحيح والوحيد ، للكرامة لا يأتي من خلال التنازل عن الثوابت والخيانة بل هو طريق واضح لكل الأجيال السابقة واللاحقة ،وبأنه لا حرية دون بذل المزيد من التضحيات والمقاومة ، فكل التحيات للصامدين في بقاع هذا الوطن الغالي وللمدافعين عن حرية وكرامة شعبنا في أرضه الطاهرة وستبقى سورية على مر الزمان رمزا للكرامة العربية كما كانت مهد الأبجدية الأولى وللحضارة .
يحيى الشهابي
التاريخ: الجمعة 19-4-2019
رقم العدد : 16961

آخر الأخبار
بعد جولته في الجنوب السوري.. نتنياهو يتحدث عن الاتفاق الأمني على منصة "أبو علي إكسبرس"  سوريا تعيد تنشيط بعثتها الدائمة بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتعيّن مندوباً دائماً  تخريج  نحو 500 طالب وطالبة طب أسنان وصيدلة في جامعة حمص  مدير تربية حلب يعد معلمي مناطق الشمال بدعم مطالبهم إدانات سعودية وكويتية لانتهاك سيادة سوريا.. واستفزاز إسرائيلي جديد في جنوب البلاد  الجولان السوري أرض محتلة.. الولاية فيه للقانون الدولي والشرعية حصرية لسوريا    الرئيس الشرع يستقبل طارق متري لمناقشة قضايا سيادية  ذراع "الكبتاغون" بين سوريا ولبنان.. نوح زعيتر في قبضة الجيش اللبناني أول رسالة عبر "سويفت".. سوريا تعود إلى النظام المالي الدولي    قاضية أميركية توقف قرار إدارة ترمب إنهاء الحماية المؤقتة للسوريين دمشق تستقبل طارق متري لمناقشة قضايا سيادية وزير العدل يعزز التعاون القضائي مع فرنسا  السودان يثمّن دور السعودية وأميركا في دفع مسيرة السلام والتفاوض توليد الكهرباء بين طاقة الرياح والألواح الشمسية القطاع المصرفي.. تحديات وآفاق إعادة الإعمار الخارجية توقع مذكرة تعاون مع الأمم المتحدة لتعزيز قدرات المعهد الدبلوماسي القبائل العربية في سوريا.. حصن الوحدة الوطنية وصمام أمانها  عدرا الصناعية.. قاطرة اقتصادية تنتقل من التعافي إلى التمكين نتنياهو في جنوب سوريا.. سعي لتكريس العدوان وضرب السلم الأهلي هيئة التخطيط والإحصاء لـ"الثورة": تنفيذ أول مسح إلكتروني في سوريا