لا يخفى على أحد من متابعي السوشال ميديا أنها بمختلف منصاتها، أصبحت وسيلة انتشار لذويها، وتتخطى هذه المهمة لتصبح وسيلة إعلان وترويج لمختلف الأعمال التي يقدمها مطلق ممثل أو فنان..
على هذا النحو أصبحت صفحات الممثلين والفنانين أداة بين أيديهم للترويج لأحدث ما يشاركون به من برامج أو مسلسلات أو فعاليات أخرى..
وحين تتابع صفحات الممثل باسم ياخور على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما منشوراته التي تخص برنامج «أكلناها» الذي عُرضت أولى حلقاته الخميس 11/4/2019، قناة «لنا»، تتنبّه لأسلوب بات متبعاً من قبل الممثلين كما شركات الإعلانات والدعايات الكبرى، في اقتطاف لحظات ولقطات مشوّقة ومثيرة.. تتم فلترتها وبثها على صفحاتهم لحصد أكبر كمية من المتابعين ضماناً لرفع نسبة مشاهدة البرنامج المقصود سلفاً.
غاية مشروعة.. لكنها بذات الوقت ترسم كمية لا بأس بها من الوهم في ذهن المتلقي.. الذي يتأهب لمتابعة سيل التشويق والمتعة التي قُدّمت له مكثفة ومختصرة على صفحات ممثله المفضل.. ليعود يكتشف أنها كانت مجرد حيلة لصيد انتباهه لا أكثر.
في أولى حلقات «أكلناها»، هل كانت بمستوى كمية الدعاية الترويجية التي قُيّض لذويه إتمامها بمهارة سبل «الافتراض» المتعددة..؟
ربما رأى البعض أن الحكم لايزال باكراً على برنامج في أولى حلقاته.. لكن مخطط سير تفاصيل أي حلقة أخرى منه لن يتغير.. فالبرنامج محبوك على هيئة فقرة واحدة وإن حملت تنوّعاً يبقى بسيطاً ضمن تحديات تُطرح على الضيف أو على مُضيفه/المقدّم باسم ياخور وفق أسئلة قد تحمل نوعاً من الإحراج.. كما في سؤال محمد حداقي له حين سأله من من كتاب السيناريو يكرر نفسه لينتهي ياخور إلى ذكر اسم ممدوح حمادة..
ويبدو دون هذا التفصيل مر البرنامج بسلام.. فمجرد ذكر حمادة بطريقة فيها شيء من النقد ولو كان مشروعاً جعل حالة من التفاعل تطّرد على صفحات المعنيين في الشأن، إن كان ياخور أو حمادة الذي ردّ على صفحته على فيسبوك بكتابة عبارة «لست بحاجة لشهادة من أحد»، كما ذُكر في أحد التعليقات على صفحة ياخور.
تتم قولبة البرنامج على هيئة لعبة من خلالها يتم برم قرص يحتوي على أطباق طعام حُضّرت بطريقة مقرفة ليكون الضيف أمام تحدّي الإجابة على أسئلة، يُفترض أنها محرجة أو يقوم بتناول الوجبة المقرفة. وذُكر أنه مأخوذ بالأصل عن فكرة برنامج أمريكي (Game show)، لكن لا يلغي ذلك محاولة تقديم شيء جديد ولو بأقل الجهود اللازمة للابتكار.. هل كانت هنا تتمثل بإيجاد فرصة لوضع باسم ياخور في مكان المقدّم/المؤدّي، القادر على استظهار موهبته في استعراض إمكانياته في الفكاهة والكوميديا..؟
هل كان البرنامج فعلاً فرصة لوضعه في مكان الـ(Show man)..؟
بالفعل كان من الممكن للبرنامج أن يكون على هذا النحو فيما لو اشتمل على أكثر من فقرة.. بما يعني لو اتسع حيز التنويع فيه.. وبالتالي إعطاء ضيوفه والمقدّم فرصة أكبر للعب على ذات السوية من العفوية وابتكار خفة الدم.
على سبيل المثال.. كان يمكن لهامش الاختبارات الحركية للضيوف أن تأخذ مساحة اكبر.. وأن يتم استثمار «الحظ» في أكثر من ثيمة برم القرص/الطاولة..
لوهلة ومع كل الدعاية التي سبقت البرنامج، تشعر كمتلقٍ للحلقة الأولى أن الذي أكل «المقلب» جمهور المشاهدين ولا أحد غيرهم.
لميس علي
lamisali25@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء 23-4-2019
رقم العدد : 16962
