ربما لم يكن كاتب خيال علمي من أرفع مستوى له أن يكتب سيناريو بحبكة ما نراه على أرض الواقع بدءا مما يسمى صفقة القرن التي عجزوا عن إتمامها لحد الآن …وهذا لا ينفي أنهم أعلنوا الكثير من الخطوات العدوانية التي تصب في مسارب الوصول إليها…وهذا كله يظنون أنه سيؤتي بالنتيجة التي خططوا لها من خلال العدوان على سورية..لكن الميدان السوري قلب الوقائع عليهم ومضى يرسخ الصمود حالة شعبية راسخة
لكن من يعمل في الظل والخفاء ومن استمرأ الهرولة نحو العدو الصهيوني تارة بالخفاء وتارة أخرى بوسائل لا تخطر على بال بالنهاية خلع أوراق التوت كلها… سواء فعل ذلك بنفسه أم أجبر على الأمر ليكون طوع أمر من يهرول نحوه، ولم يعد بمقدوره تغليف ما يجري فكل ما في الوقائع ما ستر منها وظهر يدل على انها هرولة المذعورين ممن يعرفون أنه لولا الدعم الأميركي المطلق لهم لاختلفت الكثير من الوقائع…وللوصول إلى الحضن الأميركي والانغماس فيه اكثر لابد من إرضاء الكيان الصهيوني الذي يهرولون اليه منذ عقود من الزمن وحصادهم العجز والخذلان من مختلف الاتجاهات وأولها ممن يهرولون اليه فهو لا يراهم الا أدوات خلقت لتستعمل وتكون طوع أمره متى شاء.
وبالتأكيد الخذلان الكبير الذي سيطبع تاريخهم هو من شعوبهم التي لا يمكن أن تساوم على القضية المركزية للعرب ولا ترضى أن يكون الكيان الصهيوني الآمر الناهي بالمنطقة وهو الذي ارتكب ما ارتكب من فظائع واحتلال…
ولايظنن هؤلاء المهرولون انهم اذا ما اجتمعوا في جامعة العجز وأصدر وزراؤهم بيانات بلاغة الهشاشة يغطون على ما يجري فالامر واضح وجلي …لقد هرولوا كثيرا وقدموا فنون الطاعة كلها …وتعروا …والقادم من الزمن لن يترك لهم عند من يهرولون اليه حتى مجرد كهف يسترهم من عريهم.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 23-4-2019
رقم العدد : 16962