المهرج على المسرح والحقيقة على حبل غسيل.. الفرجة حق الجميع.. من يصدق ما يراه فهو صادق.. ومن لا يصدق.. فهو صادق.. لم يعرف التاريخ أهزوجة كالتي نعيشها..
لا أسانج ولا ويكيليكس.. ولا سحر الاتصالات والتقنيات وعصر المعلومات يستطيع أن يهزم الأهزوجة الهمروجة في حفلة التهريج الكوميدية السائبة.. التي قالت الكثير.. بل إن الرئيس ترامب في حفلته هذه أرسل من الرسائل ما يحرج حتى من لا يصدقه.
الخيبة أن نظن أن الرئيس الأميركي مجرد معتوه يضحك الجمهور باحثاً عن أصواتهم الانتخابية من أجل ولاية جديدة..!!
هو ليس كذلك أبداً.. أو أني لا أراه كذلك أبداً.. بل إنه بطل المرحلة التي تنهي ما يشبه تاريخاً من خطب الود العربي الإسلامي من الولايات المتحدة.. لم يعد من حاجة لذلك.. الجماعة أصبحوا في الجيبة عرباً ومسلمين، إلا بعضهم يناضل من أجل البقاء.. وتملقهم البائس أصبح مهمة إسرائيلية لا أميركية.
هل هي نهاية التاريخ؟!.. لعلها.. أو لعلها نهاية المنطقة.
اليوم يستطيع الرئيس الأميركي أن يفعل.. أكان ترامب أم غيره.. فلا يحلم أحد بجدوى تغييره.. اليوم.. لا انتماء للعرب والمسلمين يفوق انتماءهم للإذلال الأميركي.
يقول الملك السعودي لترامب حسب رواية الأخير، مظهراً بقية حياء أو حياة:
لم يعاملني أحد من الرؤساء الأميركيين هكذا.. فيرد عليه:
لأنهم أغبياء..!!
أغبياء لأنهم رأوا أن في السعودية شيئاً غير النقود والمال.. هكذا بوضوح يوجه ترامب رسالته إلى كل عربي.. وكل مسلم.. مستهتراً ببلادٍ هي قبلة المسلمين ومنطلق الثورة العربية الكبرى.. فهل سمعتم عن ثورة مسلم، ساءه أن ينظر بهذه السوقية إلى بلاد الحجاز.. موطن الكعبة الشريفة وقبر النبي العربي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؟!
هم يعلنون الثورة على رسام كاريكاتير دانماركي أو جريدة فرنسية.. أما هذه اللوحة الكاريكاتيرية التي قدمها لهم الرئيس الأميركي.. فلا تعنيهم..
سمعوا الصوت لكن.. تناوموا..
هل تتوقعون اليقظة في من سكتوا على فلسطين والقدس والعراق وسورية وليبيا؟
من يهن يسهل الهوان عليه.
ما لجرح بميت إيلام..
اتكلوا أيها العربان والمسلمون.. واستعدوا لحفلات التهريج القادمة.
ويبقى مولاكم وسيدكم ذاته.. حتى وهو يمثل دور المهرج.
As.abboud@gmail.com
أسعد عبود
التاريخ: الأربعاء 1-5-2019
رقم العدد : 16968