عقبات تواجه مزارعي درعا لتشغيل آبارهم على الطاقة الشمسية..ارتفاع تكاليف التركيب وضعف الإمكانات أهم العقبات.. وإحداث صندوق دعم لنشر الطاقة البديلة أصبح ضرورة..
بالوقت الذي تنفس المزارعون بدرعا الصعداء بعد عودة الامان للمحافظة و ارتفاع كميات الهاطل المطري هذا الموسم وتوفر كميات جيدة من مياه الري لمزارعهم.. طفت على السطح مشكلة توفير المازوت الزراعي لاستخراج المياه من الابار او الوصول لضغط محدد لدفع المياه ضمن شبكات الري الحديثة التي اصبحت منتشرة بشكل كبير بالمحافظة الامر دفع بالمزارعين الى البحث عن طرق لتوفير الطاقة البديلة وهي الطاقة الشمسية لتشغيل محركاتهم الزراعية والتخلص من معاناة الحصول على المازوت.
المزارع محمد الجندي قال:بدأ بعض المزارعين بمغامرة تركيب ألواح الطاقة الشمسية وروافع الجهد والمنظمات لتشغيل ابارهم ومواصلة العمل الزراعي وتأمين الخضار للمواطنين ودعم صمود الوطن… موضحا اننا شعب نأكل مما ننتج ونلبس مما نصنع ولا نخاف من حصار الاعداء لنا..بل سيزيدنا حصارهم اصرارا على زيادة الانتاج والعمل بجد ونشاط لتوفير حاجيات الشعب الصامد بوجه المؤامرات…
وأكد المزارع فؤاد احمد أن قلة المازوت الزراعي بسبب حصار الاعداء وارتفاع اسعاره وخاصة في السوق السوداء هذا الموسم كان الحافز الاساسي للفلاحين للتوجه نحو البحث عن الطاقة البديلة وهي الشمسية,وبالتالي يحتاج ذلك الامر الى مبالغ مادية عالية جدا حيث تصل كلفة تشغيل البئر الواحد وسطيا مابين 8-15 مليون ليرة كثمن للالواح,ورافع الجهد والتوصيلات والشاسية والبطاريات والاكسسوارات وغيرها من المستلزمات..
بينما يرى المزارع محمد المحمود ان عملية تركيب الطاقة الشمسية للابار مكلفة جدا والحاجة لقروض طويلة الاجل تمتد لنحو عشر سنوات تدعم هذا الامر بحيث يتم توفير المستلزمات بالتقسيط من خلال قروض ميسرة ودون فوائد.. وبالتالي من الممكن ان يتم تنفيذ تلك المشاريع من خلال التشاركية بين الجمعيات الفلاحية والزراعة وشركات استيراد مستلزمات الطاقة وجهات داعمة للفلاحين ان وجدت والمصرف الزراعي بحيث يكون ثمن المستلزمات مدعوما من خلال احداث صندوق خاص بدعم نشر الطاقة البديلة,وبالتالي يستطيع الفلاح الاستمرار بالعملية الانتاجية الزراعية بعد تقسيط الثمن بموجب قرض طويل الاجل ولعشر سنوات مثلا ومن دون فوائد عالية..
وأوضح المزارع احمد الشريف أن التيار الكهربائي الزراعي لا يتوفر حاليا الا لساعات محدودة والمازوت ليس بالمتوفر بالكميات المطلوبة وهو غال حاليا بالسوق السوداء.. وبالتالي فكرت بالاستعاضة عن ذلك بالطاقة الشمسية ولكن ليس لدي القدرة المادية لشراء مستلزماتها لانها غالية الثمن ولايوجد لنا ممول وبالتالي تقلصت مساحة الارض التي ازرعها الى 10 % من الخطة وهذا الامر اثر بشكل كبير على مدخول اسرتي.. حيث توجهت بعض الاسر العاملة بالزراعة نحو الاعمال الحرة الاخرى..
وبدوره افرد المزارع محمد برمو بعض فواتير اثمان تركيب الطاقة الشمسية لمزرعته مبينا انها مكلفة جدا وتحتاج الى رأسمال كبير حيث يبلغ سعر اللوح الواحد نحو 55 الف ل.س وكل بئر يحتاج مابين 75- 100 لوح وحسب استطاعة كل غاطسة ورغم ذلك مازال يبحث عن طريقة لتركيب الطاقة البديلة وتأمين السيولة المادية…مطالبا بضرورة دعم ورعاية تلك المشاريع من قبل الجهات المعنية من خلال صندوق يتم احداثه يقوم بدعم نشر وتوفير الطاقة البديلة للزراعة..
واشار المزارع علي نصيرات أنه في الموسم الصيفي الذي يمتد من الشهر الرابع وحتى الشهر العاشر تقريبا يقوم بتشغيل محرك بئره يوميا لساعات طويلة ويستهلك المحرك مابين 200-220 ليتر مازوت يوميا كما يحتاج المحرك لتبديل زيت كل عشرة ايام وبمعدل عشرة ليترات حيث يصل سعر ليتر زيت المحرك الى نحو 1500 ليرة هذا عدا الاعطال التي تحصل للمحرك واسعار القطع التبديلية العالية وبالتالي يكون المزارع في وضع لا يحسد عليه ويقع بالخسارة…ولكن ورغم ذلك كما اضاف نصيرات ان المزارع بدرعا يواظب على زراعة ارضه لدعم صمود الوطن وتوفير الخضار والحبوب للمواطنين..
الكثير من المزارعين الذين التقيناهم بمختلف مناطق درعا اكدوا على أهمية تأمين الطاقة البديلة للعمليات الزراعية لكونها نظيفة وتغني المزارع عن المازوت..مؤكدين أن ثمن شبكة الطاقة البديلة يدفع لمرة واحدة فقط ويبقى العمل شبه مجاني لسنوات عديدة ما عدا بعض الصيانات الدورية وبعض الاعطال,وبالتالي والكلام -لبعض المزارعين -سيكون هناك وفر لا بأس به جراء الاستغناء عن المازوت حيث يستهلك محرك الديزل يوميا أكثر من 200 ليتر مازوت وسطيا وهو مكلف جدا في ظل سعره العالي بالوقت الحالي حيث يصل سعر الليتر حاليا بالسوق السوداء الى نحو 550 ليرة بسبب قلته وزيادة الطلب عليه للموسم الصيفي..
وفي هذا الصدد اشار مدير زراعة درعا المهندس عبد الفتاح الرحال الى ان توجه المزارعين نحو الطاقة البديلة أمر هام وجيد وهو سيساهم في توفير المحروقات وبالتالي توفير الاموال على المزارعين حيث تشجع الدولة الفلاحين على تركيب واستخدام الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية كون بلادنا ذات سطوع شمسي جيد خلال فترة الصيف وبالتالي سيكون استخدامها خلال الموسم الزراعي الصيفي له ايجابيات كثيرة على الفلاحين ويوفر الكثير من الاموال عليهم وهي تعتبر طاقة نظيفة ورخيصة ويدفع ثمنها لمرة واحدة فقط…
وفي ذات السياق أكد مدير الارشاد الزراعي بزراعة درعا المهندس محمد الشحادات ان الزراعة تقدم كل الدعم للفلاحين وتسعى لتطبيق الخطة الزراعية وتقدم الارشادات للفلاحين باستخدام الطاقة البديلة النظيفة واستخدام شبكات الري الحديث بالاضافة لتوفير الاسمدة والبذار والمحروقات وغيرها من مستلزمات العملية الزراعية.
واوضح الشحادات ان عدد الابار الزراعية المرخصة بالمحافظة يصل الى حوالي 3600 بئر وهي تحت اشراف الري والزراعة ولها خطتها الزراعية,علما ان هناك مئات الابار التي تعمل من دون ترخيص وهي تساهم بالعملية الانتاحية الزراعية ولها دورها في توفير الخضار والحبوب والزيتون واللوزيات وغيرها.. مضيفا أن المصارف الزراعية تقدم القروض المطلوبة لتركيب الطاقة البديلة و يتم التحصيل على مدى خمس سنوات حيث يوجد شروط محددة للحصول على القرض واهمها ان يكون البئر مرخصا وضمن الخطة الزراعية..منوها ان تكاليف تركيب الطاقة الشمسية للابار حسب التقديرات الاولية تصل مابين 8- 15 مليون ل.س وسطيا وذلك حسب استطاعة الغاطسة وعدد الاحصنة ورافع الجهد والمنظم وعدد الالواح والاكسسوارات وبطاريات التخزين والتوصيلات الكهربائية ولكن الميزة الجيدة في تركيب الطاقة الشمسية انها تعطيك طاقة مجانية لعدة سنوات ويتم الاستغناء عن مادة المازوت ومحركات الديزل وبالتالي تحقيق توفير بشكل كامل بالمحروقات..
من ناحيته مدير الموارد المائية بدرعا المهندس محمد منير العودة أكد ان استخدام الطاقة البديلة في الاعمال الزراعية أمر هام وضروري وهو يحد من الاعتماد على المازوت في عمليات ري المزروعات وخاصة التي تستخدم وسائل وشبكات الري الحديثة وندعو جميع الفلاحين لتحويل عمل آبارهم في استخراج مياه الري للعمل بواسطة الطاقة الشمسية… موضحا أن الدولة تقدم كل التسهيلات ومستلزمات تركيب هذا النوع من الطاقة…
بقي ان نقول والحديث لمحمد هاشم الجندي عضو اتحاد فلاحي درعا ان توجه الفلاحين بدرعا لتركيب تقنيات توليد الطاقة البديلة امر جيد وهام ويوفر في المحروقات، ولكن الشيء الذي يشكو منه الفلاحون هو ان اسعارها غالية جدا وفوق استطاعتهم وقدرتهم…والحاجة تبقى ماسة لاحداث صندوق لدعم التحول للطاقة البديلة وتوفير مستلزماتها بشكل رمزي مدعوم وبشكل ميسر, وبالتالي نحقق الغاية المرجوة وهي دعم العملية الانتاجية الزراعية,والحفاظ على الامن الغذائي الوطني،والتخفيف من استهلاك المازوت الزراعي.. وتوفير المنتجات بأسعار مقبولة ومناسبة للفلاحين والمواطنين…
جهاد الزعبي
التاريخ: الخميس 2-5-2019
الرقم: 16969