لن نذهب بعيداً في الحديث عن اليوم العالمي للإبداع والذي يصادف الرابع والعشرين من الشهر الحالي ،ولن نغوص في مفردات التعقيد والغموض لتعريف الإبداع ويكفي أن نستذكر ولم ننس بعد ما فعله الشعب السوري خلال الأزمة للوصول إلى شط الأمان لطرد الإرهاب وما أبدعه من حلول لتداعيات الحرب بأساليب تعجب السامع والمشاهد ،ما ابتكره من جديد للتعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة وأعاد تقديم القديم بصورة غريبة ..أفكار وطرق ووسائل غاية في التفرد ،أثبتت فائدتها على ارض الواقع وقدرتها على حل المشكلات ،حالة عقلية بشرية سورية متميزة أحبطت محاولات أكثر من 700وسيلة إعلامية لتضليله ..راهنت على الزمن ..على التهويل ..على التضليل ..وشراء الضمائر ،كم رهان سقط عند أقدام جيشنا البطل وأمام شعب يستمد خصوصيته من العمق الحضاري والثقافي الذي تتمتع به بلدنا وسيبقى العامل الحاسم في صياغة الغد الأجمل .
ما تقدم ليس مشاعر عاطفية ولا كتابة إنشائية ..هي حقائق وقائع وقد تفوّق السوري في مجال الدراسة والعمل والتأقلم في جميع البلدان وتعددت صور إبداعه داخل بلده وخارجها ،من أحمد ونورا وتفوقهم في الجامعات التركية إلى مشروع لعدد من طلاب الفيزياء بكلية العلوم في جامعة تشرين ،يقوم على الاستفادة من ضجيج الآلات في المعمل وتحويلها إلى طاقة كهربائية تستخدم في إنارة المعامل ذاتها ..وصور كثيرة للإبداع ومن أهمها تحويل أدوات القتل والحرب ..إلى حياة وزينة ،من رمز للألم إلى مشهد للأمل وكذلك كان الإصرار المسبوق بالعزيمة والإعداد والجهد لهيئة التميز والإبداع لإنتاج شباب مبدعين بالبحث عنهم وتفجير طاقاتهم والاهتمام بهم ،عناية ورعاية واهتمام بالمبدعين وتشجيعهم تطمئن على قراءة صحيحة للمستقبل الذي يريده السوريون ،الذين أبدعوا في التعبير عن ذاتهن وإدارة أزماتهم الواحدة تلو الأخرى بمهارة الابتكار والاختراع من الحاجة ..
فكر وإرادة وتصميم
حاولت المجموعات الإرهابية استهداف أهم ثروة في بلدنا ،الإنسان المبدع باغتيالات بحق الخبرات والعقول المبدعة ،حجر الزاوية في النجاح الاقتصادي لأي بلد ومجتمع ،ثروة بشرية هي تراث وتاريخ وحضارة وما ينتج عنها من فكر وإرادة وتصميم ،لم تستطع آلة الحقد والغدر النيل منها ومازلنا قادرون على التحدي والصمود لتطويق الحصار الاقتصادي الجائر إبداعات سورية بامتياز ،شهدناها في الريف بأجمل صور لنساء ريفيات كن سنداً للرجال في صناعة المال والإبداع وتمكين الأسرة ،ورأيناها رؤى القلب قبل العين في مشاهد أخرى لاختناقات معيشية تجاوزها المواطن السوري بالصبر الجميل وحس الانتماء الوطني والمسؤولية الأخلاقية .
وفي دعم الإبداع يقول السيد الرئيس بشار الأسد :»كم نحن بحاجة إليه اليوم وغداً لدفع عملية التطوير قدماً إلى الأمام والبعض يعتقد إن هذا الفكر المتجدد مرتبط بالسن أي يغلب وجوده عند الشباب وهذا غير دقيق تماما ً فبعض الأشخاص يدخلون سن الشباب وقد تحجرت عقولهم باكراً والبعض الآخر من كبار السن يفارق الحياة وعقله ما يزال يضج بالحيوية والتجدد والإبداع .»
نعم يا سيدي ، نحن بحاجة إلى الإبداع والابتكار والاختراع ..والحاجة أم الاختراع .المبدعون السوريون يصممون كل يوم ما يناسب حياتهم ويرسمون لسورية الغد مولود حضاري شرعيته خريطة وطن سوري محصن بدماء الأجداد والأحفاد .
رويده سليمان
التاريخ: الخميس 2-5-2019
رقم العدد : 16969