في زمن غزو العراق وتجزئة يوغوسلافيا وتدمير ليبيا، لم تبدِ روسيا ردة فعل بسبب هيمنة تفوّق التكنولوجيا الأميركية آنذاك.
منطق الحروب غير المتماثلة والتجربة السورية أتاحت لروسيا التوصل إلى أنسب أشكال الدعم لحلفائها والمهددة بغزو المجموعات البحرية الأميركية، والطريقة التي اختبرتها في سورية يمكن تطبيقها بالتمام في فنزويلا.
التكنولوجيا العسكرية الأميركية
يتم إطلاق صواريخ كروز التابعة للبحرية الأميركية عن بعد ١٠٠٠كم باتجاه أهداف فنزويلية وسرعتها ٨٥٠كم/سا بشكل عام، لهذه الصواريخ نفس نقطة الانطلاق، يعني من الساحل لأن الصواريخ تسير على ارتفاع ٢٥-٥٠ متراً ولا يمكنها القيام بمناورات.
يمكن للرادار أن يلتقط هدفاً طيرانياً إلى حد ٣٠٠كم مدى العمل الأقصى لنظام إس-٣٠٠ الفنزويلية هي ٢٠٠كم، الفاصل الزمني بين أنظمة إس-٣٠٠ هو ١٢٠-١٥٠كم، مدى العمل الأقصى من ٦٠-٧٥%.
يمكن أن يلتقط الرادار صواريخ كروز بدءاً من ٣٠-٤٠ كم من البحر إلى الأرض، لهذا عمدت أميركا عند نقاط دخول صواريخها إلى مركزة صواريخ كروز في منتصف المسافة بين بطاريتين مضادتين للطائرات، ولهذا باستخدام الرادارات الأرضية وحدها يصعب رصد ومهاجمة صواريخ كروز.
ماذا فعلت فنزويلا أمام ذلك؟!
عند نقطة دخول صواريخ كروز من البحر إلى البر يتم رصدها بفضل الصحون اللاقطة (الساتلايت)، ويوجد بطارية متنقلة مضادة للطائرات تتموضع في المكان المناسب لردع صواريخ كروز.
أنظمة البحث بوساطة الأقمار الصناعية العسكرية الروسية
التغييرات المدارية في مسار الأقمار الصناعية العسكرية الروسية التي قام بها خبراء روس -وصلوا حديثاً إلى مراكز مراقبة الأقمار الصناعية في باماري ولويبا بفنزويلا- تهدف لمراقبة القواعد البحرية الأميركية، السفن الحربية التي يمكن أن تشارك في غزو فنزويلا وخط إطلاق صواريخ كروز.
الترياق الروسي لفنزويلا: بصدد ظهور أنظمة الإطلاق المعيارية الروسية على صواريخ كروز والصواريخ المضادة للسفن المثبتة على حاويات تجارية وبسبب ظهورها المشترك يمكن تفريغ عشرات الحاويات الروسية في ميناء فنزويلا دون أن يكتشفها الأميركيون ويمكن تحميلها فيما بعد في شاحنات مدنية أو قطارات.
ختاماً، بفضل الدعم الروسي يمكن للرئيس مادورو الآن القضاء على آثار التفوق للتكنولوجيا العسكرية الأميركية، أمام اكتشاف ترامب كل هذه التفاصيل يبدو أنه تخلى عن الخيار العسكري مؤقتاً.
على أي ورقة يمكن أن يراهن ترامب؟
أمام هذه الأمور لا بد وأن تركز المخابرات الأميركية عملها على الجهات الفاعلة الرئيسية في فنزويلا، يبدو أن فعالية التجسس الأميركية ضئيلة وهذا حسب ما اتضح من فشل حركة الانقلاب التي قادها خوان غويدو في ٣٠ نيسان معلناً نفسه رئيساً حيث لاقى إخفاقاً تاماً، وأمام إخلاص الجيش للرئيس مادورو سيكون من الصعب على قوات العمليات الخاصة الأميركية إدخال كميات كبيرة من الأسلحة إلى فنزويلا.
لكن بنفس الوقت، القوات الخاصة الأميركية أمامها مجموعة من المعارضين العنيفين والمسلحين، فهناك حوالي ٩٠٠ مجرم وأفراد عصابات إجرامية فنزويلية، هذه المجموعات موزعة في أنحاء البلاد مهمتها مع الأميركيين تصفية جنرالات الجيش والقادة السياسيين المركزيين والمحليين في فنزويلا. على سبيل المثال، قتل الجنرال في الطيران سيلفا زاباتا في كمين نصبته مجموعة مسلحة على طريق ماغدالينو السريع.
بقلم: فالنتين فاسيليسكو- عن: موندياليزاسيون
ترجمة: سراب الأسمر
التاريخ: الخميس 9-5-2019
الرقم: 16973