هل يعود عذباً

يجب أن أوضح أن نهر قويق هو نهر حلب منذ زمن بعيد، وكان عذباً ثم جفَّ في خمسينات القرن الماضي، وتحول إلى مجرى للنفايات السائلة القادمة من خلف الحدود السورية ومن بيوت أهالي حلب ومصانعها الكبيرة والصغيرة ومنشآتها كافة.
وبصفته ملوثاً تحول إلى هم صحي واجتماعي واقتصادي، وابتليت حلب بسواده وروائحه الكريهه إلى أن أنجز مشروع إعادة إحيائه في أواخر العام ٢٠٠٨ منذئذ كتب لحلب تاريخ جديد وباتت مالكة لنهر رقراق تتدفق فيه ثلاثة أمتار مكعبة من الماء العذب في الثانية جاءته من قناة مسكنه التي تنهل مياهها من بحيرة الأسد عبر محطة البابيري، وبهذا المعنى فإن مياه قويق بعد الإحياء هي ماء فرات عذب رقراق، انتقلت من القناة إلى سرير النهر عبر أقنية مطمورة ومحطة ضخ وشلال، وبسبب الحرب المجنونة على سورية دخل الإرهابيون المحطة وكسروا مضخاتها للتخريب وبيع الحديد وهكذا قضوا على أهم إنجاز معاصر لحلب ورجع نهر قويق لسواده وروائحه الكريهة. البارحة التقيت الأستاذ عبد الله درويش في مكتبه بوزارة الموارد المائية (الري سابقاً)، بصفته المدير العام السابق للمؤسسة العامة لاستصلاح الأراضي والمستشار حالياً في تلك الوزارة، سألته عن عودة قويق فأكد أنها آتية وأن منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) أخذت على عاتقها تأمين مضخة – مبدئياً – لتشغيل محطة الضخ من جديد وتوفير جزء من احتياجات مدينة الشيخ نجار الصناعية في حلب من المياه وتشغيل الشلال من جديد ليتدفق الماء العذب في سرير نهر قويق الذي خضع لتشذيب وتبليط ودرست الترب المحيطة به من كل جانب -ميكانيكياً – وتأكد الخبراء أن تدفقه العذب لن يؤثر على أبنية حلب وأقبيتها وبالتالي فإن الماء المتسرب إلى بعض الأقبية ليس من النهر، ويجب على شاغليها البحث عن مصدره الحقيقي. (علماً أن النهر في أغلب الشتاءات كان يتدفق بغزارة وغالباً ما كان يفيض).
قريباً ستربح حلب من جديد نهراً عذباً يقلص الأمراض الناجمة عن التلوث الشديد، ما قد يشجع مكتب سورية لمنظمة الصحة العالمية بإدارة السيدة إليزابيت هوف النشطة والمحبة للسوريين، على تبني تمويل المضخة الثانية في المحطة التي خربها الإرهابيون وهي قادرة إذ أمنت في العام الماضي أدوية وأجهزة طبية وتجهيزات وسيارات إسعاف وشاحنات لنقل النفايات الطبية بعشرين مليار ليرة سورية، إن التلوث الشديد الآن مع غياب محطة معالجة مجارير حلب التي دمرها الإرهابيون يؤدي إلى تملح الترب الزراعية وخسارتها إلى الأبد وإلى الري بمياه آسنة تجعل الخضار التي تؤكل نيئة سبباً لأمراض خطرة عديدة، كما أن ربح حلب لنهر عذب من جديد سيصوغ مناخاً اجتماعياً أجمل مع تلك – السيارين – في ساحة الشلال المقابلة لمنطقة النيرب وعلى ضفتي النهر الذي غدا لحظة إحيائه صرحاً سياحياً كبيراً ومميزاً في حلب.
ما ننتظره هو ربح وطني كبير فتعاونوا على جعله يرى النور بأقصى سرعة ممكنة.
أروقة محلية
ميشيل خياط
التاريخ: الخميس 9-5-2019
رقم العدد : 16973

آخر الأخبار
تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟ ارتقاء أربعة من حراس المنشآت النفطية في استهداف إرهابي بدير الزور ترامب يوافق على عمليات استخبارية ضد كراكاس وفنزويلا تستهجن حرب أوكرانيا..هل سببت بتراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟  قطر الخيرية تطلق مشروعاً لترميم وبناء مساجد بريف دمشق الشرع يحدد العلاقات السورية - الروسية وفقاً للسيادة الوطنية "الأونروا": "إسرائيل" لم تسمح حتى الآن بإدخال المساعدات إلى غزة الأمم المتحدة: من المهم لسوريا ترسيخ علاقاتها مع جميع الدول زيارة الشرع الى موسكو.. تكريس جديد للعلاقة السورية - الروسية هل تكون جثث الرهائن الإسرائيليين حجة للاحتلال لمواصلة الحرب؟ "رواد الباشان" بين الدافع الأيديولوجي والتواطؤ الحكومي... مشروع استيطاني يتمدد في الجولان الشرع يبلغ بوتين أنه سيحترم كل الاتفاقات السابقة مع موسكو  العفو الدولية تطالب بالإفراج الفوري عن حمزة العمارين الانتهاكات الإسرائيلية ترهق المدنيين السوريين في حياتهم اليومية "الصليب الأحمر": تضافر الجهود الدولية لتأمين بيئة آمنة للسوريين  زيارة الشرع.. خطوة استراتيجية لضبط العلاقة مع موسكو