تعيد المجاميع الإرهابية تجميع أشلائها في إدلب بمساعدة تركية أميركية، في محاولة لإعادة إنتاجها من جديد، ذراعاً ضارباً ضد الجيش العربي السوري بدءاً من زيادة العمليات والخروقات في مناطق خفض التصعيد، والدعم الصهيوني كبير.
الغاية تمرير صفعة القرن التي بموجبها تُطْبَعْ نعوة القضية الفلسطينية، إلا أن انتصارات الجيش العربي السوري، ووقوف أصدقائه معه، خيب آمال كل الإرهاب الذي يطوق المنطقة، من إدلب إلى جنوب لبنان إلى غزة هاشم حيث الموت بالمجان.
أحداث تأتي على غير ما يشتهي العدو، تجعله يتخبط في الاحتمالات التي يمكن له أن يواجهها من رجال المقاومة، فيقع في دوامة القلق، رغم عتاده الكثير وأسراب الطائرات التي يملكها، وقوافل الدبابات، والعقول المدمرة في خططها الجهنمية.
هذه القوة جعلته ينتشي بفانتازيا ظنها حقيقة، ليستفيق على صوت السيد نصر الله الذي وعد بذات جحيم عام 2000/ 2006 ما جعل فانتازيا الغرور تصبح وهماً وسراباً يتبدد، مع قسم نصر الله بالمقاومين، أن الفرق والألوية الإسرائيلية التي تفكر في الدخول إلى جنوب لبنان ستدمر وتحطم أمام شاشات التلفزة العالمية السيد يقول.
العدو الصهيوني مرتبك متخبط، كما ارتباك المجاميع الإرهابية في إدلب، وارتبكت قبلاً على مساحة الوطن، حين أعلن الجيش العربي السوري حملة استعادة الأرض، مطهراً إياها من رجسهم، فكما شاهدتُ آثار هروبهم من دير الزور حيث كانوا محصنين أنفسهم بمن يرقدون تحت التراب، سنرى آثار هروبهم في إدلب.
حين أعلن نصر الله أن رجال المقاومة اكتسبوا خبرات كبيرة في سورية، كان يعني مزيداً من الحرفية القتالية، فكيف بالجيش العربي السوري ابن الأرض، ما يؤكد أن السرعة الفائقة في تدمير قوافلهم، كانت مفيدة في المعارك السورية، وكذا وسائل الدفاع التي تتحرك قبل أوامر المواجهة، لتدمر صواريخ الصهاينة وتسقط طائراتهم.
لم تعد القبة الحديدية بعيدة المنال، حصانتها أصبحت من فانتازيا الوهم، دُمِرَتْ صواريخها مرات في سماء سورية، ودوت صافرات الإنذار في الأرض المحتلة عندما أُمطرت سماؤها بصواريخ المقاومة من غزة، كان على العدو أن يفهم حجمه.
تحررت دير الزور وقبلها حلب، ومعظم المناطق السورية، بخطط الدفاع الهجومية المدمرة لقوافل المجاميع الإرهابية والقضاء عليهم، ما يرويه أبطال الجيش العربي السوري، أساطير تروى للأجيال، وتدرس عسكرياً، ما يحمل الفخر والعزة.
العمليات القتالية في الساحة السورية كانت تشيع الفوضى والإرباك في صفوف الإرهابيين عند مباغتتهم، فهل حسبت دبابات أردوغان والإرهابيين كم من الوقت تحتاج للفرار من الأرض السورية، أم أنهم سيتركونها مع أحذيتهم بفرارهم حفاة.
هل درست مراكز الأبحاث الأمريكية والتركية جيداً؛ سيمفونية القلق التي ستصم آذانهم، بسبب الزلزال الذي يعتلج في صدور السوريين، ضد أي عدو يدنس أرضهم أمريكياً كان أم تركياً أم مجاميع إرهابية، زلزال لا يهدأ إلا بدحرهم أجمعين.
عليهم جميعاً أن يزدادوا قلقاً من الجحيم الذي ينتظرهم، فالأرض السورية لا تتقبل غير أهلها، كل أهلها حيث شراكة الحياة وشراكة الأرض التي تلفظ الغزاة المحتلين، هزموا حفاةً، شاهدتُ أحذية من ولوا الأدبار، ظنوا أنهم محصنون في دير الزور.
المقاومة تكرس ذاتها في الأرض السورية، فهي الحاضنة الأولى لها حتى تمكنت من الرد على عناقيد الغضب، ومرغت العدو بتراب الجنوب فاراً مهزوماً تاركاً أحذيته وعتاد دباباته وسلاحه، العدو جبان لأنه لص دخيل لا يملك حقاً ليدافع عنه.
مهما حشد أعداء سورية من إرهابيين، ومهما كان الدعم الأمريكي والغربي لهم كبيراً، سَيُدَمَرون ويُهْزَمون كما في كل أرجاء سورية، فلن ينفعهم زرع أعوانهم على العروش أو في الأزقة الرطبة، ولن يتوصل ترامب ونتنياهو، بكل ألاعيبهم الهمجية، ومؤامراتهم الدنيئة ضد سورية، وحصار دول المنطقة لتنفيذ صفقة القرن.
ما حدث في سورية كان لإبعادها عن محور المقاومة، فشل مخططهم، ولن يتغير شيء في المفهوم الميداني حول معركة إدلب كما لم يتغير في أي معركة سابقة، لا بد أن يقع العدو في المصيدة، فلم تعد المعادلة كيف تدخل تركيا للأرض السورية بل كيف تنسحب بدخول القوات السورية لتحرير إدلب، سورية منتصرة رغماً عنهم.
كل الفانتازيا التي يزهو بها الإرهابيون خلال ألقابهم وأسمائهم، وتواقيع ترامب داعمهم وعقوباته لسورية وحلفائها، وإعادة أردوغان لانتخابات بلدية اسطنبول، غير المفهوم من دول العالم، وتصريحات نتنياهو ليست إلا فانتازيا وهم، وسنرى…
إضاءات
شهناز فاكوش
التاريخ: الخميس 9-5-2019
رقم العدد : 16973