أول الكلام…كلمات

ملحق ثقافي.. عقبة زيدان;

يتجاوز ميشيل فوكو الأيديولوجيا، ويعلن عن قدرة العقل في إعادة اكتشاف أنظمته المعرفية. ويعد كتابه «الكلمات والأشياء» تحولاً في الفكر الغربي ومرجعاً لا يمكن إهماله في فلسفة الحداثة. إضافة إلى أن هذا الكتاب يطرح فكرة المغامرة الشخصية للإنسان لخلق أسطورة الكلمات والأشياء الخاصة به.
يؤكد فوكو أن اللغة طبيعة مقطعة ومقسمة ضد نفسها ومتغيرة وقد فقدت شفافيتها الأولى، ولكن على السطح تطفو العلامات التي يمكن فك رموزها.
الأسماء – حسب فوكو – وضعت على ما كانت تشير إليه، أي أنها خلقت بسبب التشابه. ولم تنفصل اللغات عن بعضها البعض، إلا بعد أن أزيل هذا التشابه بالأشياء، وكان هذا هو السبب الرئيس في وجود اللغة. لم تعد اللغة تشبه الأشياء التي تسميها مباشرة، ولكنها بقيت مرتبطة بها، وهو ما جعلها موطن الأسرار الذي تُختزن فيه الحقيقة.
افتتح فوكو أفقاً جديداً غير مسبوق لعمل الفكر، وبهذا فقد جعل الفلسفة تنظر في مشكلاتها ولغتها. أعاد الحفر في الخطابات لكي يرى ما الذي تستبعده وتحجبه. حاول تفكيك بنية الخطاب متجاوزاً ثنائية الصح والخطأ والعقلي وغير العقلي، نحو ثنائية جديدة كلياً في الفكر الفلسفي، وهي ثنائية المفكر فيه وغير المفكر فيه. وهذه الحفرية الجديدة كانت تهدف إلى الكشف عما يتستر عليه العقل وما ينطوي عليه من الجهل.
وبالنسبة إلى الأخلاق، فقد ميز فوكو بين الأخلاق بوصفها قواعد يرتهن لها الإنسان وينفذها، وبين الأخلاق كمشروع يتم ابتكاره ويتعامل معه الإنسان كفن من فنون الوجود.
خلقت حفريات فوكو مفاهيم جديدة عبر نحت مصطلحات طازجة، تغير بعدها التفكير الفلسفي على مستوى العالم.

التاريخ 14-5-2019
رقم العدد:16977

 

آخر الأخبار
5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي