مساحة مناورة رعاة الإرهاب تضيق.. وفضاءات الانتصار السوري تتسع.. أنقرة ترمي آخر أوراق إرهابها على طاولة الشمال .. و«قسد» بنيران أوهامها تحترق
من يقرأ المشهد في ريف حماة الشمالي وادلب يدرك جيداً أن اعداء سورية باتوا في اسوأ حالاتهم وكل رهاناتهم على مرتزقتهم باءت بالفشل عقب التقدم السريع الذي يحققه الجيش العربي السوري هناك في اطار رده على خروقات الارهابيين، وما المحاولات البائسة للنظام التركي اليوم لايقاف عجلة تقدم الجيش العربي السوري الا دليل افلاس جديد وعجز عن تغيير الواقع الذي رسمه الجيش العربي السوري هناك، ليبقى مصير مرتزقة « قسد» في الجزيرة السورية الذين باتوا يتخبطون في الميدان عقب ارتفاع وتيرة الرفض الشعبي لتواجدهم هناك ولمشروعهم الانفصالي.
ففي جديد المحاولات التركية التي تكشف حالة التأزم التي وصل لها رئيس النظام التركي رجب اردوغان أفادت مصادر اعلامية بأن وزير حرب النظام التركي خلوصي أكار بحث مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هاتفياً أمس آخر تطورات المشهد الميداني في ريف حماة وإدلب عقب تقدم الجيش العربي السوري في مناطق خروقات الارهابيين هناك.
ويرى مراقبون بأن النظام التركي يسعى لدفع روسيا للتواصل مع الدولة السورية من أجل وقف عملية استهداف الارهابيين الذين يخرقون الاتفاق ويهددون المدنيين، والتي تمكن خلالها الجيش العربي السوري من تحقيق تقدم سريع واستعادة وتحرير عدد من القرى التي كانت منصات لارهاب «جبهة النصرة».
واشار المراقبون الى انه عقب التقدم السوري هناك بات النظام التركي في وضع حرج أمام الفصائل الارهابية المسلحة و»جبهة النصرة» التي تستخدمها أنقرة في معاركها ضد مرتزقة قسد شمال سورية.
وفي محاولة لارضاء مرتزقتهم المهزومين قام جيش النظام التركي بتسهيل وصول اكثر من الف ارهابي من «حركة احرار الشام» من عفرين الى منطقة سهل الغاب وجبل شحشبو في ريف حماة الشمالي الغربي والغربي، للقتال الى جانب «جبهة النصرة» بالرغم من كل الخلافات بين الفصيلين الارهابيين المذكورين .
حالة الهستيريا التي اصابت نظام اردوغان المفلس جاءت مع مواصلة الجيش العربي السوري عملياته على مقرات ومواقع انتشار إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات الارهابية التي تتبع له بريفي حماة وإدلب وذلك ردا على انتهاكاتهم المتكررة لاتفاق ادلب.
ففي ريف إدلب الجنوبي نفذت وحدات من الجيش العربي السوري عمليات مركزة على محاور تحرك إرهابيي «جبهة النصرة» في بلدتي الهبيط شمال شرق كفرنبودة التي حررها الجيش قبل أيام وخان شيخون في عمق ريف ادلب الجنوبي والواقعة على الطريق الدولي بين دمشق وحلب حيث تنتشر أعداد كبيرة من إرهابيي «جبهة النصرة» والمجموعات التي تتبع له، وأسفرت العمليات عن مقتل وإصابة العديد من إرهابيي «النصرة» وتدمير أوكار كانت تستخدم لتخزين الأسلحة وتنفيذ الاعتداءات على نقاط الجيش العربي السوري والقرى الآمنة.
وفي ريف حماة الشمالي وجهت وحدات من الجيش العربي السوري ضربات مكثفة لتحصينات المجموعات الإرهابية في بلدات اللطامنة وكفرزيتا والأربعين والزكاة ما أدى إلى القضاء على العديد من الإرهابيين وتدمير أوكار ومقرات لهم.
محللون رأوا ان إصرار الجيش العربي السوري على تحرير كل شبر أرض احتله الإرهابيون ورعاتهم سيدفعه للتقدم نحو مناطق ارهابيي النصرة في خان شيخون التي ستكون بمثابة نقطة الانطلاق لاستعادة المناطق المحيطة بها وبالتالي إعادة فتح الطريق السريع الدولي بين مدينتي حلب وحماة وبعدها لن يتبقى أمام الجيش سوى التقدم نحو مناطق ارهابيي النصرة في سراقب ومعرة النعمان.
واشار المحللون الى ان تقدم الجيش العربي السوري نحو المناطق التي يتخذها الارهابيون منصات لارهابهم في ريف حماة الشمالي وريف ادلب دليل على أن الاستراتيجية العسكرية السورية في الشمال السوري تقوم على التقدم اكثر لمنع المجموعات الإرهابية من التمدد أو المناورة أو محاولاتها استغلال أي هدوء لتنفيذ عملياتها ضد الجيش العربي السوري والمدنيين.
المشهد الميداني في ريف حماة وريف ادلب جاء وسط حالة من التأزم غير مسبوقة في صفوف مرتزقة قسد في الجزيرة السورية ومحاولات للعودة الى الحضن السوري، خشية على مصيرهم المجهول هناك، حيث افادت تأكيدات جاءت على لسان أحد متزعمي « قسد» بأن الولايات المتحدة الأميركية هي من أعاقت محادثاتهم مع الدولة السورية.
وشدد المتزعم على أن مرتزقة «قسد» تعاني في الفترة الحالية من صعوبات، ما يجعلها بحاجة للدعم الأميركي.
وتواجه «قسد» في الفترة الأخيرة ارتفاع وتيرة احتجاجات الأهالي ضد ممارساتها الإجرامية بحقهم حيث شهدت عدة مناطق في ريف دير الزور والحسكة خروج مظاهرات مدنية ضد وجود الاحتلال الأميركي وممارسات «قسد» وانتهاكاتها، والتي واجهتها الأخيرة بالرصاص الحي ما أسفر عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
الثورة – رصد وتحليل :
التاريخ: الأربعاء 15-5-2019
الرقم: 16978