على إيقاع الحسم في الشمال السوري، خط الجيش العربي السوري رسائل ردعه ناحتاً أبجدية انتصاراته على صخور الميدان بإشارات تحرير قادم، ومفردات ردع تقطع دابر الإرهاب الذي تمادى في فظائعه، بعد أن ترك له مشغلوه حبل الإجرام ممدوداً على مساحة الشمال الذي يئن تحت إجرام النصرة ومن على شاكلتها الإرهابية.
فالشمال على موعد من تحرير، ولو فرد محور العدوان كل أوراق تضليله وتعطيله على طاولة تسخين جبهته، ولو استطالت أوهام المعتدين والمرتزقة المأجورين المراهنين على حدوث معجزة قد تغير معطيات التقدم السوري المنجز وتحرف ريح التحرير التي تسير وفقاً للاستراتيجية السورية، لن يروا نور تحقيقها في نفق هزائمهم المظلم.
وتلال قش مناورات رعاة الإرهاب التي يتلطون خلفها، و فبركاتهم الدنيئة التي يستحضرون تعويذتها الشيطانية عند كل معركة تحرير تخوضها سورية، ستحرقها قوة الحق السوري في حفظ أراضيه وصون سلامة السوريين من إجرام إرهابيي واشنطن وأنقرة، فلا شرعية على الأرض السورية للمحتلين الطامعين والغزاة التوسعيين، وحق التحرير ودحر الإرهاب عن الجغرافيا السورية فقط للدولة السورية وحلفائها الملتزمين بسيادة قرارها والحريصين على وحدة جغرافيتها و الذين ينتزعون معها صواعق التفخيخ والتعطيل عن سكة التأمين والتحرير.
ولأن معركة تأمين الشمال بزخمها الاستراتيجي وبانجازاتها التي تحققت للآن، والمستتبعة حتى تأمين كامل الشمال ولجم إرهابيين تمادوا في إجرامهم وفظائعهم أكثر من مفصلية، ولأنها تحمل من النتائج والتداعيات ما لا يريده النظام التركي ولا طاقة له بتحمل تبعاتها لجهة نسف مشاريع أطماعه التوسعية من جهة، ومن جهة أخرى ارتداد ما ستسفر عنه من تحرير وبالاً إرهابياً عليه ،لأجل كل ذلك يسعى أردوغان بكل ما أوتي من مكر وخداع لاستجداء الهدن، متوسلاً لإعادة الأمور لمربع الاتفاق الذي لم ينفذ أياً من بنوده على مر الشهور الماضية، بل على العكس قام بإفلات يد إرهابييه ليصعدوا هجماتهم العدوانية على الجيش والمدنيين، متوهماً تحصيل مكتسبات على الأرض.
فأردوغان النافخ في قربة الاحتيال والمماطلة المثقوبة سيدرك مرغماً أنه لن يحصل ما يستميت لتحصيله، وأن رحى التحرير السوري الدائرة شمالاً ستطحن معاقل أدواته، وستفرض واقعاً مخالفاً لأمنياته، فمن بذر الأوهام لن يجني إلا حصاد الخيبات المر، ومن أشعل نيران الإرهاب سيحرقه لهيب ارتداداتها.
لميس عودة
التاريخ: الجمعة 17-5-2019
رقم العدد : 16980