شاعر الطفولة شاعر تدمر الذي غرد للطفولة بأروع الأشعار، ووثق ماحلَّ بتدمر من دمار بأشعاره إنه الشاعر الجميل برهان شليل الذي كان لنا معه هذا الحوار الشيق:
– ابن البيئة الصحراوية وربيب المنطقة الأثرية كيف كان تأثيرها على إبداعك؟
— الصحراء هي ملاذ المبدعين العاشقين حيث الهدوء الساحر, والنسمات الباردة العليلة.. وتشتم عطرها عبقاً برائحة الشيح والقيصوم والسعتر البري الأخضر والخزامى.. وما أطيبها من رائحة تبهج النفس الإنسانية الشاعرية الحساسة, وتثير كوامن الشعور بالحب والاشتياق والحنين وتحرك أوتار عزف القلب.. فتكون ولادة القصيدة الجميلة المعبرة عما يجول داخل النفس من مشاعر وأحاسيس، وتظهر فجأة فيحلو البوح والشعر.
– توجهت للأطفال من خلال القصة والشعر فماهي أبرز القضايا التي تناولتها؟
— نعم من خلال مجموعة قصصية للأطفال قيد الطباعة عنوانها «زينب وطائر النون الأصلع وأبو منجل» و أكثر قصصها ذات مضمون بيئي هدفها غرس قيم حب البيئة والحفاظ عليها.. والعمل من أجلها…وبعضها مضامينها وطنية وإنسانية وصحية وتعليمية وهي سهلة بسيطة تناسب ثقافة الطفل وتعززها ومحببة لقلوب الأطفال.. حيث تجذبهم لقراءتها والاستماع بها..
– ما دور الأدب برأيك في تعزيز ثقافة المقاومة ومقاومة الإرهاب, وهل أدى الشعر دوره ؟
— للأدباء والشعراء دورهم الذي لا ينكر في تعزيز ثقافة المقاومة ومقاومة الإرهاب فهم فرسان الحرف وعشاق الكلمة المنتمية لحب هذا الوطن الغالي, وهم الذين يوظفون في نفوس أبنائنا مشاعر حب الوطن.. والدفاع عنه والتضحية من أجله في الظروف الصعبة التي يمر بها.
إن الكلمة والقصيدة كالرصاصة والبندقية والمدفع كلها صمود ومقاومة في التصدي لأعداء الوطن الممثلين للإرهاب وما أحوجنا في ظروفنا الصعبة للشعر لأنه وجدان الأمة وضميرها الحيّ.. وصوتها المدوي منذ القديم في وجه الظلم والتحديات, والمطلوب هو غرس ثقافة التنوير في نفوس أبناء شعبنا لا ثقافة التضليل, وتلك مهمة أساسية يتصدى لها أدباؤنا وشعراؤنا – وهنا أتساءل ما هو دور شعرائنا في النشاط والحراك الثقافي الآن ؟ وهل أدوا دورهم كاملاً؟ فالبعض أخلصوا للحرف وظلوا يكتبون وينشدون للوطن.. والبعض صمت وتوقف عن الكتابة وآخرون هجروا وطنهم وهم الان بعيدون, فالمطلوب من الجميع وهم الضمير الحيّ وصوت الوطن المدوي عالياً أن يكتبوا ويفضحوا أهداف ومخططات الاستعمار التي أعدتْ لتدمير قطرنا ومقاومة الإرهاب.. ونبذه ومحاربته أينما وجد وهنا أحيي شعراء هذا الوطن وأدباءه وكتابه الذين أخلصوا له والذين يسعون ليناء وطن أخضر.
– توجهت مؤخراً لأدب الأطفال, فما السبب؟
— الطفولة هي امتدادنا نحو المستقبل, هي وعدنا وفرحنا ومستقبلنا ورقينا, ولا نريد لهم الحزن والحرمان.. سنكتب لهم ونغني معهم وللطفولة رجوعنا دوماً لنقطف من سياج محبتها الجميل الزاهر.
والوطن الذي يحتضن الطفولة وطن راق, سنحمل الربيع لأطفالنا والزهور العاشقة لتبدأ أغنية الفرح.. ونرسم لوحة المجد المضاءة بألق الطفولة…
** ** **
بطاقـــــة
– برهان حسين الشليل مواليد تدمر 1949.
– حاصل على إجازة باللغة العربية.
– أبرز مؤلفاته: أغنية إلى تدمر, وشعر للأطفال: صديقتنا البيئة, تدمر حكاية الزمان, ويا ربنا ياربنا..
ومجموعة كتب قيد الطباعة للأطفال: لبيب صديق البيئة, وأناشيد إلى أمي, وهيا نفرح, وأناشيد لوطن أخضر وعصفورة الشآم.
سلوى الديب
التاريخ: الاثنين 20-5-2019
رقم العدد : 16981