عشية انتخابات البرلمان الأوروبي المزمع عقدها بين 23 و26 من الشهر الجاري تتخوف الأنظمة الأوروبية من شبح فوز الأحزاب القومية واليمينية المتطرفة التي بدأت حشد قواها للفوز بتلك الانتخابات بهدف إحداث تغييرات جذرية في أوروبا حسب شعارات تلك الأحزاب المنتشرة بكل أنحاء القارة العجوز، المناهضة للعولمة ونظام المؤسسات والمهاجرين الأجانب، الأمر الذي حذرت منه ألمانيا على اعتبار أنه يشكل تهديدا حقيقيا للقيم الأوروبية حسب وصف المستشارة أنجيلا ميركل.
وتحشد الأحزاب القومية واليمينية المنتمية لتياري اليمين واليسار قواها في شتى أنحاء أوروبا، بقيادة نائب رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو سالفيني، متعهدة بإعادة تشكيل القارة الأوروبية بعد انتخابات البرلمان الأوروبي.
وقد أعرب سالفيني زعيم «حزب الرابطة» عن ثقته في أن تحالفه، الذي تشكل حديثا سيفوز بعدد قياسي من المقاعد في الانتخابات للبرلمان الأوروبي ، مما سيعطيه صوتا قويا في تحديد كيفية إدارة الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويتزامن ذلك مع فضيحة تعرض لها أحد أبرز حلفاء سالفيني وهو «حزب الحرية» النمساوي، الذي استقال زعيمه أول أمس من منصب نائب المستشار بعد بث شريط فيديو له يظهر فيه وهو يعرض عقودا حكومية مقابل الحصول على دعم سياسي.
وعلى الرغم من اضطرار «حزب الحرية» النمساوي للغياب عن اجتماع أحزاب اليمين المتطرف في ميلانو فإن أحزابا من 11 دولة شاركت فيه، من بينها حزب «التجمع الوطني» الفرنسي، وحزب «البديل من أجل ألمانيا»، و»حزب الحرية» الهولندي المناهض للإسلام.
وقد اعتبرت مارين لوبان زعيمة حزب «التجمع الوطني» في تصريح صحفي أنه «هذه لحظة تاريخية»، وأضافت: قبل خمس سنوات، كنا في عزلة، لكننا اليوم ومع حلفائنا سنصبح أخيرا في وضع يجعلنا نغير أوروبا.
أما المستشارة الألمانية ميركل فقد دقت ناقوس الخطر، ودعت أوروبا للتصدي للأحزاب اليمينية المتطرفة، قائلة إن الحركات الشعبوية تريد تدمير قيم أوروبا الأساسية مثل مكافحة الفساد وحماية الأقليات.
وقالت ميركل بعد اجتماعها مع رئيس وزراء كرواتيا، أندريه بلينكوفيتش في زغرب أول أمس: علينا التصدي للحركات الشعبوية التي تحتقر تلك القيم في مواضع كثيرة والتي تريد تدمير أوروبا.. علينا التصدي لذلك بحزم.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 20-5-2019
رقم العدد : 16981