خيبات .. وتوزيع أدوار !!…

ثورة أون لاين – علي نصر الله: لم تخفِ باريس ولندن منذ البداية قذارة الدور الذي تقومان به لجهة دعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، وأقر المسؤولون في الحكومتين الفرنسية والبريطانية غير مرة بتقديم كل أشكال الدعم للمسلحين المتطرفين،

لكن النبرة المرتفعة التي تحدث بها هولاند وكاميرون؛ وفابيوس وهيغ في هذا التوقيت بالذات ليست مجرد تأكيد على استمرار لعب الدور ذاته؛ بل تنطوي على لعبة جديدة وعلى أدوار مستجدة بإشراف المايسترو الأميركي بعد أن ثبت له فشل أدواته في المنطقة – تركيا وقطر والسعودية – في أداء المهمة الموكلة لها.‏

من يصدّق أنّ هناك في القارة العجوز – الملتحقة بواشنطن – من يمتلك القرار بإظهار تباينات في الموقف من أي مسألة في العالم عن الموقف الأميركي ما لم تكن واشنطن ذاتها قد أذنت له بذلك؛ أو أوحت له به؛ أو كلفته به تكليفاً رسمياً؟.‏

إذاً، الإعلان الفرنسي البريطاني بتزويد المجموعات الإرهابية بالسلاح بشكل منفرد وبمعزل عن موافقة الاتحاد الأوروبي ليس حالة تمرد على قرارات الاتحاد، وليس عصياناً للسيد الأميركي الذي مازال متناقضاً في موقفه من الأزمة في سورية، لكنه إعلان صريح عن الدخول في لعبة توزيع أدوار قذرة أكثر مما هو إعلان منفرد بدعم المسلحين كما يدعي الفرنسيون والبريطانيون.‏

وقد تكون الخيبة واضحة جلية اليوم أكثر من أي وقت مضى في التصريح الفرنسي الذي يقول: نطلب مع بريطانيا رفع حظر توريد السلاح إلى سورية لأنه إحدى الوسائل الوحيدة المتبقية لتحريك الوضع في سورية، كما أن هذا التصريح يخفي خيبة أخرى تتعلق بمسار الحوار الوطني لحل الأزمة الذي تمضي باتجاهه الحكومة السورية رغم كل التحشيد والتحريض والكذب الذي يمارسه رعاة الإرهاب في أربع جهات الأرض.‏

محور رعاة الإرهاب الدولي الممتد من واشنطن إلى لندن وباريس وأنقرة والدوحة والرياض لا يريد لطاولة الحوار السوري – السوري أن تلتئم؛ ولا يريد للأزمة أن تنتهي إلا كما يشتهي، ولا يريد لروسيا والصين وإيران وسورية ومجموعة دول البريكس أن تسجل نجاحاً من شأنه أن يؤدي لنشوء نظام عالمي جديد.‏

ولأن محور رعاة الإرهاب الدولي بات يدرك أبعاد فشله في تحقيق كل الأهداف التي اجتمع عليها ذهب إلى إعادة توزيع الأدوار داخلياً في محاولة منه لإطالة أمد الأزمة من جهة؛ ولإفشال الحوار والحل السياسي المستند إلى بيان جنيف من جهة أخرى.‏

الإعلان الفرنسي البريطاني لا يخرج عن هذا الإطار، ويعتقد أنه لن ينجح بتحقيق ما ذهب إليه الأميركيون وكل من التحق بهم كذيلٍ قذرٍ، بل ربما يقود إلى مواجهة تتخذ أشكالاً أخرى قد تقتضي جلب دولٍ بعينها إلى المنظمات الدولية لمحاسبتها ومعاقبتها ووضعها على لوائح الدول الراعية والداعمة للإرهاب، وإذا كان حتى الآن لم يتم استدعاء ووضع تركيا وقطر والسعودية على هذه اللوائح، فإن ذلك لا يعني بالمطلق أنها ستفلت من العقاب، وعلى هولاند وكاميرون استدراك الموقف قبل فوات الأوان، وعليهما أن يتعلما من تجربة شيراك وبلير وأزنار وغيرهم مع المعتوه بوش!.‏

 

 

آخر الأخبار
دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية  إنجاز دبلوماسي جديد لسوريا في مجلس الأمن  الرئيس الشرع  في قمة (COP30)  :  إرادة الشعوب قادرة على تجاوز كل التحديات مهما عظمت   "  الخارجية " لـ"الثورة".. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لرفع العقوبات  "روح الشام" دعم المشاريع الصغيرة وربطها بالأعمال الخيرية الشرع يشارك في فعاليات مؤتمر قمة المناخ (COP30) مصدر مسؤول في "الخارجية": لا صحة لما نشرته "رويترز" عن القواعد الأميركية في سوريا الرئيس الشرع يلتقي غوتيريش على هامش أعمال مؤتمر قمة المناخ (COP30)