بلطجة المدعو محمد بن سلمان ضد الناشطين السعوديين والحقوقيين وأصحاب الرأي ليست بحاجة لأي دليل أو إثبات، لكن ما يكتب على صفحات الجرائد والمجلات وتبثه المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام، يعزز الفكرة عن ممارساته البشعة، حيث أكدت صحيفة واشنطن بوست الأميركية ان بن سلمان لا يأخذ تهديدات الكونغرس على محمل الجد، وما زال يواصل بلطجته ضد النشطاء في السعودية.
وقال جاكسون ديهل نائب رئيس تحرير الصحيفة في مقال له: إن الناشطة السعودية ملك الشهري كانت قد وصلت قبل عام إلى الولايات المتحدة، وسط موجة اعتقالات طالت النساء، لا لسبب سوى لدفاعهن عن حق المرأة في قيادة السيارة، مضيفاً أنه بعد ذلك بوقت قصير تكشفت الحقائق أكثرعن عمليات تعذيب للنساء السجينات في سجون سرية، ما أحدث موجة غضب دولية على تلك الممارسات، وكان السؤال الكبير حينها إن كان بن سلمان المسؤول عن تلك العمليات، وهل سيستجيب للمطالب الغربية لكبح جماح البلطجة التي يمارسها؟
وأوضح الكاتب أن الشهر الماضي حمل إجابة عن هذا التساؤل، حيث اعتُقل أيمن الدريس، زوج ملك الشهري، في مزرعة تعود له بالسعودية، مع 14 شخصاً آخرين على صلة بنشطاء معتقلين، دون أن توجه لهم أي تهمة ولم يسمح لهم إلا بإجراء مكالمة هاتفية واحدة مع عائلاتهم.
وأضاف الكاتب ليست هذه الرسالة الوحيدة التي بعث بها بن سلمان لمنتقديه ومعارضيه، ففي 25 نيسان الماضي أبلغ جهاز الأمن النرويجي إياد البغدادي الذي يعيش في أوسلو، وهو أحد أصدقاء الصحفي جمال خاشقجي الذي اغتاله بن سلمان، أنه كان هدفاً لتهديد من الحكومة السعودية.
ويرى الكاتب أن بن سلمان يراهن على عدم وجود خطر أو عواقب جسيمة قد تواجهه، سواء اعتقل النشطاء أو قصف مناطق مدنية في اليمن، لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضاعف من دعمه واحتضانه له، كما أن الكونغرس فشل رغم غضبه في إصدار عقوبات تجنب التفاف ترامب والفيتو الذي يمكن أن يصدره.
ويؤكد الكاتب أن مبعوثي الكونغرس الأمريكي أبلغوا بن سلمان منذ أشهر أنه يجب عليه إطلاق سراح السجناء السياسيين وتسوية الحرب في اليمن، أو مواجهة دفعة أخرى للتشريع الأميركي، موضحاً أنه كانت النتيجة الوحيدة الواضحة هي الإفراج المؤقت عن ثمانٍ من الناشطات اللائي اعتقلن العام الماضي، وهو إفراج مشروط تضمن إبقاءهن قيد المحاكمة في الرياض ومنع التحدث العلني، في حين لا يزال العديد من النشطاء المعروفين، بمن فيهم سمر بدوي ولجين الهذلول، داخل سجون السعودية.
وبحسب الكاتب فإنه ليس من الصعب معرفة السبب وراء بقاء لجين في السجن، فلقد قررت عائلتها التحدث علناً لوسائل الإعلام وفضح الممارسات التي تتم بحق ابنتهم داخل السجون السعودية، لقد أعلنوها صريحة أن لجين تعرضت للتعذيب بالضرب والصدمات الكهربائية والتحرش الجنسي.
وكالات- الثورة:
التاريخ: الخميس 30-5-2019
الرقم: 16990