هذا الوقت سيمضي

 

 

في ركام الأمثال والحكايا التي تواترت ووصلت إلينا مدونة أو مشافهة الكثير مما يجب أن نقف عنده ونأخذ العبرة مما فيه، بالتأكيد سوف تختلف القراءات من شخص لآخر، ومن زمن لآخر أيضاً، وحسب القراءات التي ننطلق منها، فالتراث يحمل في طياته كل ما يمر به ويعبره من زمن، وما يعاصره من أجيال، كل واحد يضيف أو يفسر أو يحذف حسب ما يحلو له، من هنا يمكن القول بثقة إن الأمر نسبي متبدل متغير حسب كل واحد منا، فثمة من كان يقرأ مثلاً قول الشاعر الجاهلي: ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر، يقرأ القول على أنه هروب من الحياة، بينما رآه آخرون أول حالات التفكير بالخلود، والفكر الوجودي، وللزمن كما نعرف في تراثنا ألف حكاية حكاية، منها: الزمن كالسيف إن لم تقطعه قطعك، الزمن نعم المؤدب، صروف الزمن، وغيرها، لكن ما توقفت عنده تلك العبارة الجميلة التي يمكن للمرء أن يصول ويجول فيها حسب ما ينطلق منه.
تقول القصة إن ملكاً طلب من بعض من يأتون مجلسه أن يدونوا له جملة تسره حين يشعر بالضيق، أو حين ينظر إليها، كتب الكثيرون ولكن شيئاً مما كتب لم يعجبه، إلى أن جاءته العبارة التالية منقوشة على خاتم: هذا الزمن سيمضي، توقف ملياً عندها وكان حزيناً، أعمل الفكر قليلاً، نعم: سيمضي فلا شيء ثابت أبداً والزمن نهر عابر لكل المجتمعات والحضارات، ومن يظن أنه خالد فيه جسداً فهو مخطئ، فلا هو باق بالأفراح ولا الأتراح، سرته العبارة التي فرجت عنه الكثير مما ضاق به صدره.
هي بمعنى آخر الصبر الذي لا بد منه، هي القدرة على التحمل والصبر على الحلو والمر، وكأننا نستذكر القول المأثور عن الإمام علي كرم الله وجهه: الدهر يومان، لك وعليك، نعم، هو بصيغة أخرى من سره زمن ساءته أزمان، ونحن السوريين: سرتنا أزمانا وسررنا الآخرين بأزماننا، ولكنهم ما سرونا حين ضامنا الضير، بل كانوا هم الضير والضرر، وصاروا والزمن علينا، ولم نكن لهم إلا رياحينا.
قد يسال أحد ما: ولم هذا البكاء بين يدي الزمن؟ ربما لا أريد أن أقدم إجابة شافية لكني أرى أن الزمن الحزين ليس بباق، ونحن صناع البصمة الخالدة، ربما كبونا قليلاً ولكن لم نتحطم ولم نتراجع، لم نسقط، ما زلنا نطعم الناس، ما زلنا نقطة المحور وارتكازه، نؤمن أننا قادرون على اجتراح معجزات، لأننا يوم كان الدهر لنا سمونا وارتقينا، ويوم صار علينا أيضاً سمونا وضحينا، وارتقينا، هو الزمن الأغبر الآن بكل المقاييس منا وعلينا وحولنا، ولكننا لا نخشاه لأننا نحن وقوده الجميل، صحيح كما كانوا ينهون حكايا ألف ليلة وليلة، وجاء هادم الملذات ومفرق الأصحاب، سيأتي بحكايا منا وعنا ولنا، وسنردد: من سره زمن ساءته أزمان، والدنيا دولاب.

ديب علي حسن
التاريخ: الجمعة 7-6-2019
الرقم: 16996

آخر الأخبار
دوي القذائف يهز أرجاء حلب… جبهة الشيخ مقصود تشتعل وسط استنفار أمني النساء في البرلمان السوري... "كوتا" لم تكتمل والحلّ بيد الرئاسة ضعف تمثيل المرأة في انتخابات مجلس الشعب أسبابه عديدة وأبرزها اقتصادية وسياسية مؤيد غزلان : المجلس الجديد مظلة وطنية توحد السوريين رئيس اللجنة العليا للانتخابات: الأولوية للأكفاء القادرين على البناء نوار نعمة : البرلمان سيكون داعماً للحكومة و مراقباً لأدائها قسم غسيل الكلى  بالخدمة في مستشفى الحراك الوطني لجنة الانتخابات تصدر النتائج الأولية وتفتح باب الطعون الإعلام شريك في حماية الطفولة في الحوادث وطب الطوارئ.. حين يُحدث التوقيت فرقاً في إنقاذ الأرواح الشيباني عن زيارته للدوحة: بحثنا توطيد العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون زيارة الشرع المرتقبة إلى موسكو.. وإعادة رسم طبيعة الشراكة الجوز واللوز والفستق الحلبي.. كسر حاجز الكماليات وعودة للأسواق مركز الأحوال الشخصية بجرمانا.. خدمات متكاملة خطة لإعادة تأهيله.. تقييم أضرار مبنى السرايا التاريخي تدمير القطاع الصحي.. سلاحٌ إسرائيليُّ آخر لقتل الفلسطينيين تطوير وتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي في ريف القنيطرة في الشهر الوردي.. ثمانون عيادة في اللاذقية للفحص والتوعية محادثات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل حول خطة ترامب أسعار الكوسا والبطاطا في درعا تتراجع.. والبندورة مستقرة