ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
على نحو يثير الدهشة وربما البكاء من بعدها.. بقدر ما يثير الضحك والسخرية, تنقل مجلة فورين بوليسي الأميركية السياسية المعروفة برصانتها وجديتها, عن نائب وزير الخارجية ويندي شيرمان والسفير الأميركي السابق
في سورية روبرت فورد في مؤتمر صحفي عقداه مع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي, قال المسؤولان للنواب: إن الحكومة الأميركية سترسل جواً 200 ألف وجبة طعام جاهزة للاستهلاك لمقاتلي ميليشيا «الجيش الحر» في سورية, وأن صلاحية هذه الوجبات ستنتهي في حزيران القادم، وأعربا عن مخاوفهما من أن هذه الميليشيا ليست في وضع يمكنها من تسلم وتوزيع هذه الوجبات بطريقة ملائمة!!
وتضيف المجلة نقلاً عن مسؤول رفيع المستوى في إدارة أوباما قال لموقع «كيبل»: إننا سنراقب عن كثب تواريخ انتهاء الصلاحية، لكي يتم تسليم جميع هذه الوجبات في وقت يسمح باستهلاكها قبل انتهاء مدة صلاحيتها، كما سيتم تدريب الجيش الحر؟ على استخدامها قبل انتهاء مدة الصلاحية!
وتردف المجلة ذاتها قائلة: إن المسؤول إياه رفض التعليق على سبب كون الوجبات الجاهزة للأكل هذه قريبة جداً من تاريخ انتهاء صلاحيتها، كما رفض الكشف من أين ستُرسل، إلا أنه أكد أن هذه الوجبات ستكون منتجات «حلال»، أي خالية من المواد المحرمة وفق الشريعة الإسلامية؟
بدوري أتساءل بدهشة باكية أو بسخرية مضحكة لا فرق: لماذا لا يرسل الأميركيون أيضا أجهزة المايكرويف لتسخين الوجبات المرسلة إذ ليس من أخلاقهم أبداً !! تقديم الوجبات باردة, بل ولماذا لا يرسلون أيضا أطقم خدمة الموائد المتخصصة بواجبات تحضير الموائد لتوزيع الوجبات طازجة ساخنة.. ولماذا يقصرون في واجب ثوار سورية, وهم لم يقصروا من قبل أبداً في واجب العراق وأفغانستان بإرسال وجبات اليورانيوم المنضب الساخنة جداً, وقبلهما الصومال وفيتنام بإرسال وجبات العامل البرتقالي السام, وبلدان أميركا اللاتينية من غرينادا إلى تشيلي وفنزويلا وغيرها بإرسال فرق الموت من المرتزقة والجواسيس القتلة؟
أميركا التي ترمي سنوياً, ولأسماك البحار والمحيطات مجاناً – ودون تسخين أو ترتيبات ضيافة من أي نوع- مئات آلاف الأطنان من القمح وأنواع الحبوب.. فقط, كي لا ينخفض سعرها العالمي في إطار لعبة العرض والطلب الاقتصادية الرأسمالية المتوحشة, ودون أن يرف لها جفن, ودون أن تنسى تقديم بضعة أطنان منها فحسب لملايين البشر الذين يتضورون جوعاً في افريقيا بعد أن تكتب على أغلفتها هدية من الشعب الأميركي الصديق .. أميركا هذه, تناقش, وعلى أعلى المستويات واللجان السياسية عندها إجراءات إيصال وجبات طعام جاهزة إلى ثوار سورية قبل أن تنتهي مدة صلاحيتها.. وبطيبة قلب تدمع لها العيون, بل وبانسانية مرهفة وأخلاق سامية لا يوازيها بها سوى الأنبياء والبررة الممتلئين براً وقداسة ؟!
لا تعليق أبداً, سوى أنني أضع هذه الحكاية المضحكة المبكية ومن مصادرها الأميركية الموثوقة أمام السوريين جميعاً, خاصة أمام من يدسون أيديهم في الجيوب الأميركية ويحلمون بالدولارات لا بالعقارب!!