ثورة أون لاين – أحمد حمادة:
لا أبرع من أميركا في اختراع كل ما من شأنه تدمير البشرية وحضارتها ومكتسباتها، ولا دولة في العالم تتفوق عليها في سياسات الإجرام والقتل وغزو الشعوب، تحت عناوين براقة تبدأ بارتداء عباءة حقوق الإنسان ولا تنتهي بإنقاذ الشعوب من براثن التخلف والديكتاتورية.
لم يسبقها أحد في براءات اختراع التنظيمات المتطرفة كالقاعدة والنصرة وداعش واستثمارها في تطويع الدول والشعوب، ولم تجاريها دولة في العالم في براعتها المزعومة بمحاربة تلك التنظيمات الإرهابية.
وكي تحقق أجنداتها المشبوهة في المنطقة فإنها تخترع على المنوال ذاته الأحلاف تحت مسميات شتى ظاهرها إنساني وباطنها استعماري، كتحالفها الدولي المزعوم لمحاربة الإرهاب في سورية، فمن يقرأ العنوان يظن أن الهدف هو مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام، ومن يتابع أفعال أميركا يجدها متخمة بسياسات قتل الأبرياء تحت هذا الغطاء.
بالأمس القريب ملأت واشنطن الدنيا بصراخها وعويلها حول تأسيس (ناتو) عربي إسرائيلي لمواجهة الأخطار التي تهدد أمن المنطقة، ظاهره تحقيق الاستقرار وباطنه فتح باب شيطان التطبيع الذي حاربته الشعوب المقاومة على مدى عقود وبقي في ثلاجة الأحلام الصهيونية إلا عبر بوابات سرية صغيرة في بعض مشيخات النفط.
واليوم يخرج علينا المبعوث الأميركي براين هوك بالخزعبلات ذاتها مستغلاً انبطاح بعض الأعراب للكيان الإسرائيلي في ورشة البحرين وتناغمهم مع سياسة واشنطن لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى صفقة القرن.
يعلن هوك أن بلاده تعمل على تشكيل حلف بحري جديد يضم كلاً من (إسرائيل) والمشيخات، لضمان ما زعم أنه حرية الملاحة البحرية في الخليج العربي، وكأن أمن الملاحة في المياه الدولية من اختصاص تل أبيب وليس مسؤولية الدول الإقليمية أو مجلس الأمن الدولي، وتناسى أن مصير الحلف البحري المزعوم سيكون كمصير الناتو المزيف وغيره من اختراعات أميركا البالية !.