لم يكن معرض الزهور الدولي في دورته الأربعين لهذا العام مجرد فعالية سنوية تقليدية تهتم بطرح ما هو جديد في عالم النباتات والزهور والأشجار و تنسيق الحدائق.. فقد استطاع هذا العام أن يخلق من نفسه ملتقى ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، بفعاليات متنوعة وغنية لا سبيل لحصرها، وتمكن من جذب المتذوقين ليس فقط على صعيد عالم النبات والأزهار، بل أيضاً في الثقافة والعودة إلى التراث والأصالة الدمشقية، الأمر الذي زاد من إقبال الزائرين له بشكل لافت لزيارة أجنحته التي ضمت أكثر من 55 جناحاً، تنافس فيه المشاركون بعرض منتجاتهم من نباتات الزينة والأزهار والأشجار، التي سحرت من نظر إليها، و أزكت من تنفس رحيقها.
خيول عربية أصيلة
لأول مرة في هذا المعرض كان هناك مشاركة متميزة لمركز الشهيد باسل الأسد لتربية الخيول العربية لوزارة الزراعة، في جناح لافت تضمن خيمة عربية للزائرين وعرضاً لعدة خيول عربية أصيلة، يتم التعريف بها وبسلالتها للقادمين إلى المعرض، حيث يؤكد المشرفون على هذا الجناح أن هذه المشاركة تأتي للتعريف بأهداف المركز التي تنصب في المحافظة على أرسان الخيول العربية الأصيلة وإكثارها، ورفع مواصفاتها الجمالية وقدراتها الجسمية، والعمل على تشجيع تربيتها وتحسين السلالات وصفاتها الوراثية.
منتجات جديدة
ضم المعرض العديد من المنتجات الجديدة منها ذات منشأ غير سوري، حيث بين عماد خوري مدير شركة (فيرفين) المشارك من لبنان بعدة أشجار ضخمة لا تتواجد في سورية والمنطقة عموماً أن جناحه يتضمن أربعة أصناف مميزة منها شجرة تدعى (بونزاي) يعود أصلها إلى جنوب شرق أسيا، ويوجد منها نوع قزمي، أما الشجرة الثانية فهي نوع من السرويات تدعى (تكسس)، وبعض الأشجار الصغيرة تسمى السرو الزاحف، كما يوجد أشجار لسنديان حطبي يتراوح طولها من 6 إلى 8 أمتار، و شجيرات من نوع الفلين الغريبة عن منطقتنا في سورية ولبنان، لافتاً إلى أن الإقبال كان كبيراً على نوعي البونزاي والفيكس، والأشجار الصغيرة القزمية، مبيناً أن مشاركته هي المرة الأولى و ستتكرر، مثنياً على الدعم الذي تلقاه من وزارتي السياحة و الزراعة ومحافظة دمشق.
إحياء الوردة الشامية
العمل على نشر زراعة الوردة الشامية والتعريف بمنتجاتها المهمة كانت محور مشاركة مدين البيطار رئيس جمعية المراح لإحياء وتطوير الوردة الشامية مشيراً إلى حالة الإقبال على هذه الوردة من شراب وماء وزيت الورد، بالإضافة إلى المستحضرات والكريمات التجميلية المستخلصة منها، مؤكداً أن المعرض يسهم في إحياء هذه الوردة، ونشر ثقافة حب تربية الورد والنباتات، وتصنيع المنتجات منها، مشيراً إلى أن شركته ما زالت تصدر منتجات هذه الزهرة إلى العراق ولبنان وعدد من الدول العربية الأخرى وخاصة زيت الورد، وتقديمه حسومات خلال فترة المعرض تتراوح بين 25 و 30%.
أما محمد الأسود صاحب مشتل نجمة الشرق في محافظة حماه فقد وجد أن تنظيم المعرض كان جيداً، وضم الكثير من المشاركات التي تعكس عودة إنتاج هذه المشاتل، وحجم إنتاجها، مشيراً إلى أن المعرض يسهم في تسويق المنتجات وتحقيق نسب جيدة من البيع، وخاصة في آخر أيام المعرض، وفي ظل الحسومات والعروض المقدمة، مبيناً أن مشاركته كانت بنباتات الزينة والطبية منها (مليسة – ميرامية – اكليل الجبل) التي لاقت الكثير من الإقبال عليها لجماليتها وفوائدها الطبية، موضحاً أن محافظة حماه تشتهر بنبتة الكاردينيا، والفل، وأن أسعار نباتات الحوليات لديه تتراوح من 200 إلى 500 ليرة أما الأشجار المعمرة من 10آلاف إلى 25 ألف ليرة.
خصوصية
العديد من المشاركين وجدوا في إقامة المعرض لوحده هذا العام دون دمجه كما حصل في العام الفائت بمهرجان(الشام بتجمعنا) أنه يمنحهم خصوصية في طرح منتجاتهم، فهم يفضلون كما قالت ألاء من مشتل الإيمان في دمشق، أن يبقى المعرض مختصاً بالزهور والنباتات لمنحهم فرصة إظهار منتجاتهم دون التأثير عليها من قبل منتجات أخرى، مبينة أن مشتلهم مختص بالشوكيات المنتجة محلياً، ويوجد عليه إقبال جيد نظراً لأشكالها الغريبة والحسومات عليها التي تصل إلى نسبة 50% وذلك حسب الكمية.
دمشق – فارس تكروني:
التاريخ: الاثنين 8-7-2019
الرقم: 17018