أهــالي القصيـر إلى منازلهـــم بعــد إعــــادة تأهيـــل معظـم البـنى التحتيـــة

في إطار الجهود التي تبذلها الدولة السورية لإعادة المهجرين إلى مناطقهم المطهرة من الإرهاب وتمكينهم من الاستقرار فيها وإعادة الحياة الطبيعية إليها، عادت أمس مئات الأسرة المهجّرة إلى منازلها في مدينة القصير بريف حمص الغربي التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، وذلك بالتوازي مع عودة معظم الخدمات الضرورية والبنى التحتية على أمل استكمال تلك الخدمات مع وصول دفعات جديدة من المهجرين.
العائدون الذين أقلتهم حافلات أمنتها المحافظة وسيارات خاصة إلى المدينة ساروا في شوارعها حاملين راية الوطن وصور السيد الرئيس بشار الأسد والفرحة تنضح من وجوههم لعودتهم الميمونة الآمنة بعد سنوات من التهجير نتيجة اعتداءات التنظيمات الإرهابية قبل اندحارها منها.
الأهالي الذين اشتاقوا لمدينتهم بعد نحو سبع سنوات عبروا عن سعادتهم بالأمن والأمان الذي يلون أيام مدينة القصير بعد القضاء على الإرهاب بفضل تضحيات أبطال الجيش العربي السوري وبطولاتهم، مشيرين إلى أن هذا اليوم تاريخ بالنسبة لكل فرد عاد إلى مسقط رأسه ومنزله مهما كانت حاله، فالجميع سيعملون لإعادة الحياة من جديد إلى القصير.

محافظ حمص طلال البرازي أشار في تصريح للصحفيين إلى أن عودة الدفعة الأولى من أهالي القصير إلى مدينتهم تأتي ضمن خطة الدولة لعودة الأهالي إلى المناطق المحررة كما باقي مناطق المحافظة في تدمر وتلبيسة والحولة وحي الوعر في ظل توافر المستلزمات الأساسية واللوجستية لعودتهم مع تأمين خدمات البنى التحتية ولا سيما التعليمية والصحية منها بالتنسيق والتعاون مع الوحدات الإدارية ومجلس مدينة القصير لمساعدة الأهالي في ترميم منازلهم المتضررة والتعويض عن الأضرار وبدعم من المجتمع الأهلي بما يعزز استقرار الأسر العائدة، لافتاً إلى أهمية القصير باعتبارها قطباً اقتصادياً مهماً للمنطقة ومحيطها ومركزاً تجارياً مهماً لقربها من الحدود اللبنانية.
المهندس أمين عيسى مدير الخدمات الفنية في محافظة حمص قال: لا شك أن حجم العمل هنا كبير، ونسبة الضرر وصلت إلى حوالي الـ 40 بالمئة ضمن مدينة القصير، ومنذ تحريرها من الإرهاب عملنا على إعادة البنى التحتية بما في ذلك إزالة الأنقاض وترحيلها وفتح الشوارع، وفي الوقت نفسه عملنا بالتوازي على خدمات ريف القصير والطرق التي تربط القصير بريفه مع شبكة البنى التحتية التي كانت مدمرة بشكل ممنهج وقطع الطرقات أيضا والجسور الواصلة التي كانت مدمرة أيضا، وعملنا على إعادته إلى وضعه الطبيعي كما كانت الأمور قبل الحرب وتكلفة الأعمال تلك تجاوزت المليار ليرة سورية، وعودة دفعات من المهجرين إلى بيوتهم يضعنا أمام واجب تقديم جميع الخدمات من مياه وكهرباء، وهناك فريق من التربية والخدمات الفنية يعمل على مسألة المدارس، وسبق أن تم تأهيل عدد من المدارس واليوم سنؤهل عدداً آخر ضمن التجمعات التي سيعود إليها الأهالي وسيكون العمل متواصلاً في المرحلة المقبلة.
من جهته عبد الكافي الخطيب رئيس مجلس مدينة القصير قال: تعود اليوم الدفعة الأولى من المواطنين إلى بيوتهم بعد سبع سنوات من التهجير القسري وبلغ عدد العائدين ألف مواطن، وقريباً ستصل دفعة جديدة من العائدين، وكبلدية نقوم بجميع التجهيزات واعتباراً من الغد /اليوم/سنحاول تأمين كل ما يلزم المواطنين للاستقرار في بيوتهم ومدينتهم، عدا عن مساعدة بعض العائلات ممن تضررت بيوتهم لترميمها وتأمين ما يمكن تأمينه لهم.
المهندس مصلح الحسن مدير الشركة العامة لكهرباء حمص أشار بدوره إلى أنه تم منذ تحرير مدينة القصير وريفها حصر الأضرار في قطاع الكهرباء نتيجة اعتداءات التنظيمات الإرهابية المسلحة وقدرت بنحو 3 مليارات ليرة وبعدها باشرت ورشات المديرية بتأهيل الشبكة الكهربائية وتأمين الكهرباء للمواطنين الذين عادوا إلى منازلهم في مدينة القصير وريفها، مبيناً أنه تم إنجاز 35 بالمئة من أعمال تأهيل الشبكة في المدينة و65 بالمئة في ريفها وتستمر الورشات الفنية بمواصلة الجهود لتأمين الكهرباء لجميع العائدين.
بدوره المهندس كنعان جودا مدير اتصالات حمص قال: منذ أكثر من عامين قمنا بتركيب مقسم هاتفي بسعة ألف خط وهو بالخدمة حالياً، وتوجد شبكات بسيطة تلبي حاجة الأخوة المواطنين المتواجدين واليوم وفي ظل عودة المهجرين إلى بيوتهم سيتم توسيع الشبكة الهاتفية بما يتناسب مع الأعداد الوافدة إلى مدينة القصير، و سيتم صيانة مبنى اتصالات القصير بشكل كامل ومن المتوقع الانتهاء منه قبل نهاية هذا العام.
أحمد إبراهيم مدير تربية حمص قال: انطلقت العملية التعليمية في القصير منذ بداية تحريرها، ولدينا الآن ست مدارس مؤهلة غير مشغولة، ويمكن أن ينطلق العمل بها فورعودة التلاميذ وأهاليهم إلى مدينة القصير، ولدينا أيضاً مجمع تربوي يقوم بالعملية التعليمية، ونحن كمديرية تربية اتخذنا كل الاستعدادات لانطلاق العملية التعليمية التعلمية في مدينة القصير، وهي منطلقة فيها منذ أربع سنوات، والمدارس المؤهلة والمجهزة حالياً تستطيع اليوم استيعاب حوالي 1500 تلميذ، إضافة للعدد الموجود حالياً.
المهندس حسن حميدان مدير مياه حمص بين أن المياه لم تنقطع عن المدينة منذ تحريرها وتخدم 1100 مشترك حالياً مع استمرار تأهيل الشبكة المتضررة لإيصالها لمنازل العائدين.
المهندس بسام حسن مدير مخابز حمص قال: يعمل الفرن الآلي في مدينة القصير حالياً بطاقة إنتاجية يومية تصل إلى ثمانية أطنان و800 كيلوغرام، ويلبي إضافة لمدينة القصير حاجة 13 قرية مجاورة، ومع عودة الأهالي سنعمل على زيادة المخصصات من الدقيق وحسب زيادة العائدين، وسيتم هذا بشكل سريع بالتنسيق مع مديرية التجارة الداخلية، ويعمل الفرن حالياً بخط واحد وهو قادر على تلبية كل الاحتياجات من مادة الخبز، وسنعمل على تأهيل الخط الثاني خلال المرحلة القادمة وحسب الإمكانيات المتوافرة.

حمص – الثورة – ابتسام الحسن:
التاريخ: الاثنين 8-7-2019
الرقم: 17018

 

 

 

آخر الأخبار
بانة العابد تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال 2025   لبنانيون يشاركون في حملة " فجر القصير"  بحمص  ابتكارات طلابية تحاكي سوق العمل في معرض تقاني دمشق  الخارجية تدين زيارة نتنياهو للجنوب السوري وتعتبرها انتهاكاً للسيادة  مندوب سوريا من مجلس الأمن: إسرائيل تؤجج الأوضاع وتضرب السلم الأهلي  الرئيس الشرع يضع تحديات القطاع المصرفي على الطاولة نوح يلماز يتولى منصب سفير تركيا في دمشق لأول مرة منذ 13 عاماً  الجيش السوري.. تحديات التأسيس ومآلات الاندماج في المشهد العسكري بين الاستثمار والجيوبوليتيك: مستقبل سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية الأولمبي بعد معسكر الأردن يتطلع لآسيا بثقة جنوب سوريا.. هل تتحول الدوريات الروسية إلى ضمانة أمنية؟ "ميتا" ساحة معركة رقمية استغلها "داعش" في حملة ممنهجة ضد سوريا 600 رأس غنم لدعم مربي الماشية في عندان وحيان بريف حلب من الرياض إلى واشنطن تحول دراماتيكي: كيف غيرت السعودية الموقف الأميركي من سوريا؟ مصفاة حمص إلى الفرقلس خلال 3 سنوات... مشروع بطاقة 150 ألف برميل يومياً غياب الخدمات والدعم يواجهان العائدين إلى القصير في حمص تأهيل شامل يعيد الحياة لسوق السمك في اللاذقية دمشق.. تحت ضوء الإشارة البانورامية الجديدة منحة النفط السعودية تشغل مصفاة بانياس لأكثر من شهر مذكرة تفاهم مع شركتين أميركيتين.. ملامح تحول في إنتاج الغاز