«مجرد شائعات, أزعجتني كثيراً.. لا يمكن أن أطلب حرق أفلامي, لأنها تعبّر عن فني الذي عشقته وعشت من أجله، كان وسيبقى المعنى الحقيقي لحياتي»..
بهذه العبارات رد الفنان «عزت ابو عوف» خلال حفل تكريم له قبل وفاته, على من روج لفكرة زعمت أنه أوصى بحرق كل أفلامه، ومنعها من العرض على الشاشات بعد وفاته..!
لاشك انها مجرد شائعة.. فمن عاش شغفا فنيا لا حدود له، لايمكن له أن يتبرأ منه.. خاصة ان فنه مشبع برقي وروح موسيقي درس الطب وانصرف عنه الى الفن بشتى انواعه، تاركا أثرا مهما لدى الناس لاحظناه من خلال التفاعل الكبير على مواقع التواصل بعد رحيله..
تعرفنا على الفنان بداية خلال فرقة «الفور ام» التي أسسها مع شقيقاته الاربع، وبقينا فترة نردد معهم أغنيات اعادت الفرقة صياغتها من التراث، لم نفاجأ حين رأيناه ينتقل الى التمثيل في فيلم «آيس كريم في جليم»ليتابع بعدها مسيرته السينمائية في أفلام عديدة.. دون ان ننسى ادواره التلفزيونية في مسلسلات مثل (زيزينيا، هوانم جاردن سيتي..)..
بعيدا عن فنه.. فإن حياته خاصة في السنوات الاخيرة بعد وفاة زوجته الاولى «فاطيما» عام 2012، تشبه فيلما دراميا قصيرا، يبدأ الفيلم بوفاة زوجته بعد زواج دام 36 عاماً.. عادات رومانسية عاشها الثنائي، لم يمتنع عنها ابو عوف حتى بعد وفاتها.. ليستمر بشراء وردة حمراء يوميا ويضعها على وسادتها..
لم يتمكن بعد رحيلها من الاستمرار في حياته الطبيعية، حيث عانى انتكاسات فنية، وصحية، ونفسية.. عجز الاطباء عن علاجها, إلى أن بدا أن عقدة مشكلاته الصحية والنفسية قد وجدت حلها في ذهن «أبو عوف» حين عبر قبل دقائق من دخوله غرفة العمليات لاجراء عملية قلب مفتوح، مؤكدا: انه فرح لقرب لقائه بحبيبته فاطيما، وربما تلفظ بآخر كلماته قبل أن يفارق الحياة.. «شيئان عشت لأجلهما.. حب فاطيما، وفني.. »..
ومن اختطفه طيلة حياته حب فريد.. رغم زلاته احتواه واستوعبه حتى آخر نبضة.. وفن لم يفتر شغفه يوما.. سنستمر كلما تذكرناه بالبحث عن سر ما، يعيده حيا ولو بشكل وقتي.. !
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 8-7-2019
الرقم: 17018