ضمن إطار الجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة المهجرين إلى مناطقهم وبلداتهم التي تم تحريرها من الإرهاب، عادت أمس دفعة جديدة من العائلات بشكل جماعي تضم أطفالاً ونساء قادمة من مخيمات اللجوء في الأردن عبر مركز نصيب – جابر الحدودي.
وقامت الجهات المعنية بتجهيز عدد من الحافلات وسيارات الشحن لنقل العائدين وأمتعتهم إلى قراهم وبلداتهم بعد تقديم واستكمال جميع إجراءات الدخول المبسطة من قبل العناصر المختصة في مركز نصيب الحدودي، هذا إلى جانب تقديم جميع الخدمات الصحية والاغاثية للمحتاجين منهم.
وأشار العقيد مازن غندور رئيس مركز الهجرة والجوازات في معبر نصيب الحدودي إلى تواصل عودة المهجرين السوريين من الأردن إلى أرض الوطن بشكل شبه يومي إفرادياً أو بشكل جماعي، وذكر في تصريح لصحيفة «الثورة» انه فور إعلامنا من الجانب الأردني بعودة دفعة من المهجرين قمنا بجميع الاستعدادات لتسهيل اجراءات دخولهم، مبيناً أنه عاد أمس عشرات المهجرين مع عائلاتهم ليصل عدد القادمين من المهجرين منذ افتتاح المعبر منتصف شهر تشرين أول من العام الماضي 2018 حتى تاريخه إلى أكثر من /22873/ مواطن بينهم المئات من الشباب الذين تم تسوية أوضاعهم بموجب مرسوم العفو رقم 18 لعام 2018 .
وعبر المهجرون العائدين الى وطنهم لـ«الثورة» عن سعادتهم وفرحتهم الكبيرة بالعودة إلى الوطن لممارسة حياتهم الطبيعية بأمان بعد سنوات من التهجير ومعاناة من التشرد والضياع في مخيمات اللجوء، ودعوا كل المهجرين إلى العودة.
ووصف خالد الجاسم من محافظة حلب عودته بالفرحة التي لا توصف بعد دخوله وعائلته الأراضي السورية بعد عذاب استمر أكثر من 4 سنوات قضاها في معتقل مخيم الأزرق، منوها بالتسهيلات الكبيرة والمعاملة الميسرة من قبل الجهات المعنية في محافظة درعا المتواجدة في معبر نصيب.
وقالت منى الحميد من محافظة درعا أنها عادت مع أسرتها بعد غياب 4 سنوات عن الأهل والوطن لم تشعر فيها العائلة بالراحة والطمأنينة، فيما قالت روزان سلامة من محافظة درعا أن عودتها بعد أكثر من ست سنوات قضتها في مخيمات الذل هو شعور مفعم بالسرور لعودة الأمان والاستقرار لمعظم المناطق بعد تحريرها من الإرهاب.
احمد عطالله حسين من محافظة درعا وصف عودته مع أفراد أسرته كعودة الروح للجسد شوقاً لتراب الوطن وأهل الوطن بعد عودة الأمن والاستقرار لبلداتنا المحررة بفضل تضحيات الجيش العربي السوري، داعياً كل المهجرين للعودة لأنه لا كرامة للمواطن إلا في وطنه.
يحيى جروان الحمد من محافظة دمشق قال: عدت مع عائلتي إلى موطني بلد الأمن والسلام بعد غياب قسري فرضه الإرهاب وداعميه وشعورنا عند دخولنا أرض الوطن لا يوصف بعد أكثر من ست سنوات من المعاناة في مخيمات اللجوء والتي كانت بمثابة خنجرا غرس في خاصرتنا، بلسمها عودتنا اليوم حيث الهواء وعشقنا الدائم للمحبوبة الأزلية سورية ، سورية الحياة، منوها الى أنه هناك الكثير من العائلات المهجرة تنتظر العودة بفارغ الصبر ولاسيما بعد تقديم جميع الإجراءات والتسهيلات الحكومية.
فريدة العقلة وثنية العواد من الغوطة الشرقية قالتا: عودتنا مع عائلاتنا بعد سنوات سبع عجاف من الضياع والمرارة في مخيمات اللجوء بالأردن هي ولادة جديدة وهذا الشعور لا يحس به إلا من ذاق الغربة وقسوتها وصعوبتها، وفرحة العودة لا تضاهيها أي فرحة سوى رؤية سنابل قمح بلادي الذهبية وغلالها الوفير المبشرة بعودة الحياة والخير من جديد إلى الوطن .
غوش الموسى مواطنة ثمانينية من ريف حلب لم تنطق ببنت شفه وتكلمت دموعها التي سلكت تجاعيد الزمن في وجهها معلنة بذلك وقت الفرح بعد أن جثت على ركبتيها مقبلة تراب الوطن .
وليد واسماعيل ونرجس أطفال عادوا مع أسرهم عبروا عن سعادتهم بالعودة إلى أرض الوطن بعد سنوات حرمان من الدراسة، وقال عودتنا اليوم هي العودة إلى المدرسة الحقيقية في بلدنا وإلى أهلنا وأصدقائنا حيث الذكريات الجميلة بكل معانيها.
درعا – الثورة – سمير المصري – عبد الله صبح
التاريخ: الخميس 11-7-2019
رقم العدد : 17021