أهـــــــــــــلاً وســـــــــهلاً

عندما وضعت اللوحات الدلالية في نهاية حدود وهمية لكل مدينة كانت تلوح المدينة في كل صباح بيديها لتقول لهم رافقتكم السلامة وستعودون بعد ساعات من قضاء أعمالكم أو في اليوم التالي أو بعد أسبوع , كانت الشمس تطلع مشرقة مابين حمص وحماة وبين دمشق وحلب والياسمين يعرش على البيوت والورد الأرجواني والأحمر يتسلق على الجدران , في الطريق الى دمشق كانت البيوت مشرعة للشمس وفي حدائق حلب كان المتنبي يستقبل الناس ونوافير المياه ترحب بالزائرين وفي حماة حقول الزيتون والفستق الحلبي تتسابق في النضج فيسبق الفستق الزيتون ويقطف ثمرا وتنتشر في كل مكان من المدن قصعات من القش يوضع فيها هذا الثمر اللذيذ, وكان المسافرون لايرون في كل تلك المشاهد شيئا جديدا فقد اعتادوا الجمال في كل زاوية واعتادوا رؤية الشمس في بلد الشمس ورؤية النور في أرض النور .
في الطرقات كانت سيارات المشمش الحمصي تغادر حقول حمص الى دمشق والى حماة وكنا نعرف أن غزارة الانتاج تعود بالفائدة على المزارع دون ان نفكر بالعمال الكثر والعائلات التي تقطف المشمش ولابالعائلات التي تقطف الكرمة والزيتون والتين ولم تكن هناك أزمة في وجود كل هؤلاء الشباب والعائلات فقد كانوا ينتشرون في الحقول كانتشار النجوم في السماء واضحين وضائيين يحملون الخير ويقطفون الخير , وتصنع النساء حلوى «قمر الدين »، وكل ماكان موجودا من هذه الأشياء لم يختف ومازالت النساء تعمل ومازالت الورشات تصنع لكن بقليل من الفرح وكثير من التفكير في غد مجهول المخاطر
رافقتكم السلامة : عذرا . انها سورية بكل تفاصيلها معبودة في قلوبنا وفي شواطئنا وشوارعنا وحاراتنا لكن الآباء والآمهات لايعتقدون أن تلك «السلامة » التي لوثت منذ ثمان سنوات سوف تجعل أبناءهم قادرون على العودة الى ربوعها لتقول لهم : أهلا وسهلا , ابتسم انت في بلدك . لأن من غادر محتفظا بذاكرته بصورة الحجارة التي تحمل صمت الموت والجدران المتهاوية والسقوف المتساقطة كدرج وبقي في اذنيه صوت التفجيرات وفي حلقه رائحة البارود لن ينساها بسهولة وهو بحاجة لفترة طويلة كي ينسى أطفاله لحظات الترويع التي شهدوها اثر سقوط صاروخ هنا وقنبلة هناك .بامكاننا أن نكتب الكثير عن مآسي الحرب وعن القصص التي شابت سنوات العمر قهرا . لكن في نفس الوقت يبدو استذكارها شيئا يشبه الموت القابع في كل مكان ينتظر فرصة للايقاع بنا , اننا لانريد تذكر تلك السنوات التي تغادرنا تدريجيا ,نريد أشياء كثيرة لهذا البلد الذي نحمله ويحملنا ،نريد لسورية الفرح بعودة ابنائها وبدلاً من مصطلح رافقتكم السلامة على الحدود الوهمية بين المدن علينا استبدالها دائما اليوم وسهلا بكم في دمشق , اهلا وسهلا بكم في حمص وأهلا بكم وبكل سوري يشتاق ويذوب حنينا الى بلد ويسير قصدها «لاكالمُشْتَهي بَلَداً لكنْ كَمَنْ يَتَشَهّى وَجْهَ مَن عَشِقا»

 

أيد المولى
التاريخ: الأحد 14-7-2019
الرقم: 17023

 

 

آخر الأخبار
70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين