ليست الحرب إلا كما علمتم وذقتم، من يظنها نزهة خارج حدوده، واهم حد الغباء، في المشهد العالمي اليوم يكاد كل شيء يقول إننا نتجه إلى قعر الهاوية، غرور الغرب القاتل، والتبع الذين يتحركون بالأوامر التي تصلهم شفاها، من الإدارة الأميركية، بريطانيا التي كانت لاتغيب الشمس عن احتلالها، بمعنى آخر هي اليوم تبدو كما لو أنها تحاول أن تكون العصا التي تلوح بها واشنطن وتنفذ فورا وبلا تردد كل الأوامر، من احتجاز لناقلات النفط إلى إرسال المزيد من السفن الحربية إلى الخليج العربي، وتحت حجج واهية: التوتر مع إيران، والغريب في كل ما يجري أن بريطانيا التي تبعد آلاف الاميال عن المنطقة تزج بقواتها هنا ؟
الحال نفسه ينطبق على واشنطن، من وراء المحيط تتدخل بكل منطقة في العالم، وتدعي بعد ذلك أنها تعمل على صون الأمن والسلم العالميين، تضليل ما بعده تضليل، وقرع لطبول الحرب التي غذا ما وقعت فإنها سوف تأتي على المنطقة كلها، ولن ينجو مكان في العالم شرورها، الكل فيها خاسر، فلا رابح مهما عتت القوة وكانت متغطرسة، لايمكن لأحد يبدأ الحرب أن ينهيها كما يريد، أو متى شاء.
التصعيد الغربي دليل على إفلاسهم الفكري والحضاري، وانعدام الرؤيا الاستراتجية التي تعمل على حفظ وصون العالم، ودعم الإرهاب جزء من هذا الجنون الذي سيصل بالجميع إلى نقطة ما قد يكون من الصعب جدا الخروج منها، وهنا يأتي دور المنظمات الأممية التي فقدت دورها، يجب العودة إليها والعمل من أجل الخروج من عنق زجاجة قد يتشظى ليكون المدى أوسع أي توقع.
إنها الحرب إذا ما وقعت فلن تكون نزهة لأحد، ولايمكن لأي شعب يعشق الحرية أن يصبر إلى ما لا نهاية على ما يمارس من ضيم وعدوان، وعلى الغرب الخروج من عباءة التبعية، وتحكيم العقل ومصالح العالم كله، لا أموال النفط وذرائعية ترامب.
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 14-7-2019
الرقم: 17023