يستعد الآلاف من طلاب وطالبات الثانوية العامة ، لفرصة ثانية في زيادة درجات نجاحهم، في نفس الوقت يعلن الكثير من المدرسين والمدرسات عن دروس خصوصية للطلاب والطالبات الراغبين بالدروس.
مما يدعو للتساؤل؟ هل فعلا يحتاج هؤلاء الأبناء لتلك الدروس ولم يمض على انتهاء الامتحانات أسبوعان فقط؟! والتساؤل أيضا هل سيقبل الأهالي والطلاب بالاستجابة لإعلانات المدرسين، ظنا منهم أنها ستكون دعما ومزيدا من الاستعداد ورفع احتمال الحصول على الدرجات الإضافية ام سيقتنعون أنها هدر لأموالهم ولوقت ابنائهم.
تذكرنا هذه الاعلانات عن الدروس الخصوصية، بدروس السنة الدراسية نفسها، حيث يخرج الكثير من الطالبات والطلاب من صفوفهم بالمدرسة، وهذا الأمر يتكرر بالمدارس الخاصة أكثر من المدارس الحكومية، يخرجون من نفس الدرس لنفس المدرس، لكن خارجا وبأجر خاص!
سيما أن هذه الدروس انتشرت حتى أصبحت كالوباء الذي لا يمكن الفكاك منه، لدرجة أن الأهل الذين لايؤمنون بالدروس الخصوصية والمعاهد والجلسات الامتحانية، باتوا يشعرون بالتقصير ان لم يجاروا ذلك الوباء ولو اضطرهم الأمر للدين للدفع.
ان انتشار الدروس الخصوصية بهذه الكثافة، يفتح باب الأسئلة عن أداء المدرسين والمدرسات داخل المدرسة، وعن متابعة الطالب لدروسه ومراجعتها، ومدى استيعابه لها، ومتى يجد الوقت لذلك ان كان يخرج من المدرسة الى بيت المدرس أو معهده، وعن الطلاب الذين لم يلجؤون لتلك الدروس ومع ذلك حققوا النجاح مع الدرجات العالية؟
نعلم جميعا أن شهادة الثانوبة العامة هي بوابة أبنائنا للعبور الى المستقبل، ونعلم أنها السنة الحاسمة في مشوارهم الدراسي لكن نعلم أيضا أن انتشار الدروس الخصوصية بهذه الكثافة وهذه الطريقة يحول الشهادة الى لغز لاعلاقة له بنوعية التعلم وجدواه العلمية ومقدرة الأبناء على استيعاب المعلومات والمعطيات وتحليلها.
لينا ديوب
التاريخ: الثلاثاء 16-7-2019
رقم العدد : 17025