وضعت يدي على خدي وصرخت… آه منك أيها الضرس (المسوس).. فقال لي من سأحدثكم عنه: (مسوس).. لماذا..؟ أي ضرس..؟ في فكك السفلي أم العلوي..؟ هل تكثر من تناول الحلويات..؟هل معك نقود للذهاب إلى طبيب الأسنان..؟ هل….؟ فصرخت مجدداً.. آه منك أيها الضرس (المسوس)…
يخبرني (الحشري) الآنف الذكر والبريق يجتاح عينيه عن تفاصيل وأسرار أشخاص أعرفهم وآخرين لم أظفر بلقائهم.. طبعاً أنا لست مستثنى من لسانه.. فربما كنت مادة دسمة يطرحها لآخرين يلتقيهم..
أستمع إليه وأنا مستغرب من شعوره بالفرح عندما يكشف سر زميل له.. يعلم بدقة وبطرقه الخاصة والعامة (كما أخبرته العصفورة).. كم راتبه الشهري وحوافزه.. وكم عدد ساعات دوامه…. كم ساعة ينام… وفي أي وقت يستيقظ.. ومن هم زواره….ووووو..؟
وينزعج المومى إليه إذا لم يعرف سبب زواج أو عدم زواج فلان أو فلانة.. وعلى المكشوف يخبرني كم يستمتع في اللهاث خلف أدق تفاصيل الآخرين… وما إن يظفر بمعلومة حتى يبدأ بسرد الروايات.. يصنع السيناريوهات العجيبة الغريبة.. مع إضافة توابل مختلفة لأبطال قصصه التي يحبكها بأشياء حدثت وأخرى لم تحدث…؟
أقول لكم: ليكن قراركم شجاعاً مثلي عندما تصادفون أمثاله.. لا تشاركوه خصوصياتكم لا باللسان ولا على صفحات التواصل..
لكن ما يقلق أن بعض الناس (الفضوليين) أو (الحشريين) في حياتنا قد لا يمكننا تجنبهم تماماً مثل الجيران والأقارب.. والبعض الآخر يمكنك اعتبارهم كـ (سائق تكسي) أو (بائع متجول) كحال من أخبركم عنه.
صاحب (السوسة) المذكور… حتى لو أعطيته نصف المعلومات ونصف الأسرار ونصف التفاصيل والنصف من كل شيء… يبقى يلهث وراء التتمة…
ذات يوم قلت له: أعطيك نصف راتبي وتقلع عن عادتك السيئة.. أو ما رأيك أن أعطيك نصف أرباح شركتي التي أنوي تأسيسها في المستقبل (البعيد) من حر مالي…. فنظر إلي وقال: والنصف الثاني لمن ستعطيه…؟؟
منهل إبراهيم
التاريخ: الثلاثاء 16-7-2019
رقم العدد : 17025