أكد رفض سورية القاطع للتدخلات الأميركية السافرة في شؤون فنزويلا.. السفير بيطار أمام «عدم الانحياز» : الالتزام الجماعي بمكافحة الإرهاب ورفض الإجراءات القسرية أحادية الجانب
أكد سفير سورية في فنزويلا خليل بيطار رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى الاجتماع الوزاري لدول حركة عدم الانحياز ضرورة الالتزام الجماعي بمكافحة الإرهاب ووقف العدوان وانهاء الاحتلال ووضع حد للإجراءات القسرية الاقتصادية أحادية الجانب.
وأعرب السفير بيطار في كلمة سورية أمام الاجتماع عن الاستعداد لدعم جهود اعادة بوصلة عمل حركة دول عدم الانحياز إلى اتجاهها الصحيح مجددا في الوقت ذاته تضامن سورية الكامل مع جمهورية فنزويلا البوليفارية قيادة وحكومة وشعبا في الحفاظ على سيادة البلاد وإفشال المخططات العدوانية الهادفة إلى تغيير الحكومة الشرعية في هذا البلد بالقوة.
وأكد رفض سورية القاطع للتدخلات الامريكية السافرة مع عدد آخر من الدول في الشؤون الداخلية لفنزويلا ودعمها الكامل لحكومة الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو وتعويلها على الحوار للتوصل إلى حل سياسي يحترم سيادة فنزويلا واستقلالها وعدم التدخل بشؤونها الداخلية من قبل أي طرف.
وقال: اتفقت دولنا منذ مؤتمري باندونغ وبلغراد على تحقيق عالم أكثر أمنا يسوده السلام والعدل والاحترام والتضامن والتعاون ويقوم على أساس احترام سيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها والمساواة فيما بينها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والامتناع عن العدوان أو استخدام القوة أو التلويح بها وعلي حل المنازعات بالطرق السلمية.
وأضاف: رغم اتفاقنا على هذه المبادئ السامية التي لا تخرج عن المبادئ التي أقرها الآباء المؤسسون لمنظمة الامم المتحدة والتي شاركت بلادي في صياغة ميثاقها الا أن بعض أعضاء هذه الحركة خرجوا للأسف عن تلك المبادئ بذرائع واهية تخالف مبادئ حركتنا وميثاق الامم المتحدة وأحكام القانون الدولي ما أدى إلى التأثير بشكل سلبي على الدور التاريخي للحركة داعيا هذه الدول للتمسك بالمبادئ العشرة التي تأسست حركتنا عليها كي تعود الحركة كسابق عهدها قوة فاعلة في التوازنات والعلاقات الدولية تحافظ على السلام العالمي.
وقال السفير بيطار: إن اختيار شعار تعزيز وتقوية السلام من خلال احترام القانون الدولي للمؤتمر يعكس أهمية تحقيق الاستقرار والسلام وذلك من خلال احترام ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي الأمر الذي يمكن تحقيقه من خلال التزامنا الجماعي بمكافحة الإرهاب ووقف العدوان وانهاء الاحتلال ووضع حد للإجراءات القسرية الاقتصادية أحادية الجانب اضافة إلى وقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول والكف عن التهديد باستخدام القوة في العلاقات الدولية وضد سيادة الدول ووحدتها وسلامتها الاقليمية.
وأضاف0: ان بلادي سورية ترى ومن منطلق العارف بالامور بحكم تجربتها بالتعاطي مع المحنة التي المت بها بأن أحد أخطر الاسباب التي تؤدي إلى عدم تحقيق السلام والامن الدوليين تفشي ظاهرة الإتجار بالإرهاب اقليميا ودوليا والذي لا يمكن أن يتكاثر ويتفاقم لولا الدعم المالي واللوجيستي من بعض الدول ومنها دول أعضاء في هذه الحركة اضافة إلى نشر الفكر الإرهابي والمتطرف في أرجاء العالم.
وتابع: ان الاحداث المؤسفة التي يشهدها العالم اليوم ولاسيما العمليات الإرهابية التي يرتكبها تنظيما داعش وجبهة النصرة وكل التنظيمات الأخرى المرتبطة بهما في سورية وفي أجزاء كثيرة من بلداننا العربية ودول العالم ما هي الا دليل واضح على تفاقم ظاهرة الإرهاب وليس انحسارها حيث بلغ الإرهاب حدودا غير مسبوقة في الاجرام اتحدت في وحشيتها وهمجيتها.
واكد السفير بيطار ان تغاضي دول فاعلة عن ظاهرة دعم الإرهاب واتباعها أسلوب ازدواجية المعايير في التصدي لهذه الآفة يثبت عدم وجود ارادة سياسية للقضاء عليها وأن المجتمع الدولي لم يرتق بعد إلى المستوى المطلوب لمكافحته، مشيرا إلى ان الطريق للقضاء على الإرهاب معروف للجميع وذلك من خلال التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن ذات الصلة وكل ما نحتاجه فقط الارادة السياسية لترجمة النظريات والاقوال إلى أفعال واتخاذ اجراءات رادعة بحق الدول الداعمة والممولة للإرهاب وتنسيق كل جهود مكافحة الإرهاب مع البلد المعني لان غياب أي تنسيق أو تشاور مسبق سيشكل انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية ولجميع مبادئ وأهداف ميثاق الامم المتحدة الأخرى .
وأردف السفير بيطار: تؤكد الحكومة السورية بهذا الصدد أن ما تقوم به وحلفاؤها على كل شبر من تراب سورية لمكافحة الإرهاب حق سيادي وممارسة مشروعة لواجبها الدستوري في حماية مواطنيها وصون سيادتها من الاعمال الإرهابية منوها بالدعم المقدم من الدول الصديقة في هذا المجال.
وشدد السفير بيطار على حق سورية وفقاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة بالرد على الاعتداءات على سيادة وسلامة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية سواء العدوان المباشر لما يسمى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أو من قبل تركيا أو الاعتداءات المتكررة لاسرائيل القوة القائمة بالاحتلال ضد سيادة الجمهورية العربية السورية أو من خلال تقديم شتى أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية من قبل أنظمة الحكم في بعض الدول المعروفة داعيا دول الحركة إلى اصدار موقف واضح وصريح لادانة هذه الاعتداءات.
واشار بيطار إلى ان إمعان سلطات الاحتلال الاسرائيلي في ممارسة إرهاب الدولة زادت وتيرته بعد فشل اعتداءاتها وتآمرها منذ بدء الازمة في سورية بهدف دعم المجموعات الإرهابية ومنع الجيش العربي السوري وحلفائه من الحاق الهزيمة بتنظيمي داعش وجبهة النصرة وباقي المجموعات الإرهابية شريكة اسرائيل في الإرهاب مؤكدا ان كل الاعتداءات الاسرائيلية لم ولن تفلح بترهيب الشعب السوري بل زادته اصرارا على التمسك بحتمية انتصاره على الإرهاب واستعادة الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 على الرغم من المحاولات العبثية للرئيس الاميركي لتقويض هذا الحق بما فيها اعلانه بشأن الجولان والذي يشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي واستهتارا صارخا بقرارات مجلس الامن والجمعية العامة ذات الصلة.
وقال بيطار: في ضوء ذلك نؤكد بأن الازمة في سورية لن تنسينا أبدا حقنا القانوني المشروع وغير القابل للتصرف في استعادة الجولان السوري المحتل والمطالبة والعمل لوقف أعمال اسرائيل العدوانية وانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الانساني الدولي وإلزامها بقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمها قرارات مجلس الامن ذات الارقام 242 و338 و497 الذي أكد على أن قرار سلطات الاحتلال بفرض ولايتها على الجولان باطل ولا أثر قانونيا له على الاطلاق.
وشدد بيطار على رفض سورية فرض اجراءات قسرية أحادية الجانب على بعض دول حركة عدم الانحياز بما فيها جمهورية فنزويلا البوليفارية وجمهورية ايران الاسلامية وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وزيمبابوي وكوبا وغيرها وعلي سورية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي كوسيلة لتحقيق أهداف وأجندات سياسية باعتبارها تخالف أبسط قواعد القانون الدولي ومبادئ ميثاق الامم المتحدة وتعرقل تحقيق أهداف وغايات التنمية المستدامة في أجندة 2030 ، معربا عن الاسف لعدم تقيد بعض دول حركة عدم الانحياز بمواقف الحركة المبدئية الرافضة لسياسات الاجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب وفرضها اجراءات جائرة على سورية باتت تستخدمها كأداة للإرهاب الاقتصادي بعد فشلها في إرهابها العسكري والسياسي ضد سورية. وقال بيطار ان حكومة الجمهورية العربية السورية تؤكد على موقفها الثابت والمتمثل بأن حل الازمة في سورية سياسي مبني على الحوار السوري السوري بقيادة وملكية سورية ودون اي تدخل خارجي بهدف دفع المسار السياسي قدما وان نجاح المسار السياسي يعتمد بشكل أساسي على توفر مناخ من الالتزام الدولي والاقليمي وتكاتف جميع الجهود من أجل محاربة الإرهاب الذي تتعرض له سورية والمنطقة والعالم ولضمان الاحترام التام لسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والذي أكدت عليه كل قرارات مجلس الامن ذات الصلة.
وجدد السفير بيطار موقف سورية المبدئي الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين وفقا للقرار رقم 194 لعام 1948 على الرغم من الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية وعلى الرغم من المؤامرات والمؤتمرات والدعوات والمحاولات الرامية لتمرير ما تسمى صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية والحقوق الفلسطينية.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الاثنين 22-7-2019
الرقم: 17029