ممارسة الترهيب الحدودي لقطع أي صلة وصل ودق أسافين بين سورية والعراق، وبالتالي منع فتح طريق عبور الحياة نحو الشرق بعد أن لغم أطراف العدوان والتآمر كل الطرق نحو الغرب، هو ما تحاول أميركا ممارسته بين البلدين عبر إعادة تدوير زوايا وبقايا ولملمة التنظيمات الإرهابية ومتزعميها من المنتسبين إلى غرفة الموك الأميركية، حيث الآلاف يتجهزون لخدمة مصالح الاحتلال والحرب العدوانية، باعتراف أحد متزعميهم المتباهي بأن ما يزيد عن 65 ألفاً منهم سيكونون في خدمة العمالة للأميركي على شاكلة إرهابيي قسد في شمال سورية.
هنا على وقع اعتراف العمالة هذا لمن لا يريد أن يعي حقيقة ما يجري من إرهاب وعدوان وحرب ودمار وقتل وتقطيع ونبش وسرقات وتزوير وعقوبات، تآكلت الشعارات الزائفة واحترقت لافتات النفاق، وكذب الحمقى أنفسهم وكذبوا أصلاءهم أيضاً، مثبيتن أنهم عملاء تحت الطلب الأميركي ووفق الحاجة والتخلص منهم سيكون مع انتفاء دورهم، ومع قطع الدولار عنهم، واعترافاتهم تكفي.
فأميركا تدرك أنها مرفوضة الوجود تحت أي شكل كان بين سورية والعراق لما تسببه من فوضى وإرهاب وتدمير واستهداف للحياة والبناء ولقوى المقاومة التي تحارب الإرهابيين، وتدرك مساعي البلدين لطردها حيث سمعت الكثير من المطالبات بضرورة إنهاء وجودها وطردها، وهو ما يزعجها ويثير فوران غضبها، لذلك تحاول زرع كيان ارتزاق ومستنقع ينفذ طلبات أجنداتها المشوهة كمنطلق لأهدافها العدوانية، مع فشلها بتشويه الحقيقة، وبعد أن تشوهت هيبتها على الساحة السورية والعراقية والدولية، وبكل مقاييسها الاستراتيجية والميدانية والسياسية فأصبحت صقورها تناطح رياح التصعيد، ومع التأكيد على أن إدلب لن تبقى بعهدة الإرهابيين.
هذا التحضير لتصعيد مرتقب عبر استغلال قاعدة التنف المحتلة لتدريب أولئك المرتزقة وإعادة تجميع تلك الفانتازيا، يكشف أن الهرم العظمي لتلك العنجهية بدأ بالهشاشة كنتيجة محتومة لعصي المتغيرات الاستراتيجية التي أخذت تخطو بمسيرة السياسة الأميركية التي تحاول عبر عنصريتها المتزايدة تهميش الآخرين بلا استثناء.
إذاً فمحاولة إعادة تحميل المنطقة بمزيد من بؤر الإرهابيين وتكريسها للاستثمار بإعادة تدوير تلك البقايا المسخة والمستنسخة يكشف عن حالة متزايدة من الاستعصاءات، وإلا لما كانت تكلف نفسها الاعتماد على الأدوات وبعشرات الآلاف كمسعى لإرهاب الحدود.
لذلك فإن محاربة الإرهابيين والميليشيات المتوهمة ومكافحتها هي المعادلة الأكثر قوة لردع الأميركي والصهيوني واجتثاث تآمرهما، وهي المعادلة التي تربك حسابات المتوهمين بالبقاء، وعمليات إرادة النصر والفجر وتوابعهما دواء المرحلة لاجتراح الحلول.
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 23-7-2019
الرقم: 17031