بهدف التشجيع على القراءة ودعم سبل الثقافة والتطور الفكري، أقيم في حديقة القصور بدمشق وبرعاية وزارة التربية ومحافظة دمشق حديقة تبادلية للكتاب تحت عنوان (اعطني كتابك وخذ كتابي )، وذلك تكريساً لثقافة حب الكتاب وتقديساً لقيمة الوقت حيث يتم تبادل الكتب بين القراء، كما يمكن لأي إنسان استعارة أي كتاب مجاناً والقراءة في الحديقة والاستمتاع بالطبيعة، كما تستقبل الحديقة تبرعات الكتب التي لايقرؤها أصحابها من أجل الاستفادة منها ممن يود قراءتها.
المبادرة خطوة هامة لتعزيز القراءة خاصة عند الأطفال وهي امتداد لمبادرات سابقة من هذا النوع، في ظل هذا الجفاف والخواء الثقافي والفكري الذي يجتاح مجتمعاتنا نتيجة هجرنا للقراءة والكتاب الذي خوت منه معظم منازلنا بعد ان اصبح ضيفا ثقيل الظل غير مرغوب فيه على موائدنا الاجتماعية والثقافية التي حضر فيها كل شيء إلا الكتاب.
التساؤل الأهم في هذا السياق كيف نشجع أبناءنا على القراءة واقتناء الكتب وكيف نعيد لهم فتح سبل التثقيف والمعرفة بعد أن أغلقتها ركامات التطور الحضاري والمعرفة الزائفة التي تضخ المعلومات بشكل مفرط ودون أدنى حسيب أو رقيب وخارج حدود الموثوقية والرقابة ، ما يجعل معظمها موجه وممنهج تحت عنوان (الغزو الفكري والثقافي) لتدمير وتخريب عقول أبنائنا وأطفالنا، وبالتالي ضرب مجتمعاتنا ونسف حواملها وركائزها الأساسية من قيم ومبادئ وأخلاق، وإلا ماذا يعني جلوس أبنائنا خلف أجهزة الكمبيوتر واللابتوب والآي باد والموبايل ساعات طويلة ، لاسيما في أيام العطل القصيرة والطويلة خاصة في عطلة الصيف في ظل غياب القدرة الفعلية من قبل الاهل على التحكم وضبط آلية استخدام هذه الاجهزة الخطيرة على عقول وصحة أبنائنا الذي يغرقون في متاهاتها ومخاطرها.
لاشك أنها مبادرة خلاقة جدا نتمنى أن تتعزز وتتواصل وتتوسع لتشمل مناحي كثيرة في حياتنا حتى نعيد الثقة الى أنفسنا وإلى مستقبلنا، وحتى نعيد ترميم ما صدعته الحضارة الدخيلة التي أوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم.
المضحك المبكي في الأمر.. هل حقا نملك كأسر وأبناء كتباً حتى نقوم بمبادلتها؟.. هنا الداء والدواء، وربما مثل هذه المبادرة تنقذنا مما نحن فيه!.
فردوس دياب
التاريخ: الثلاثاء 23-7-2019
الرقم: 17031