يقال لكل امرئ من اسمه نصيب، وهذا باختصار حال مجد الدين غزال بطلنا العالمي في ألعاب القوى، والإشراقة الحقيقية للرياضة السورية في السنوات العشر الأخيرة وربما أكثر..
نعم هو المجد الذي تألق ونافس بثقة وتوّج بجدارة في مناسبات عالمية مختلفة كانت ما بين بطولة العالم والبطولة الآسيوية والملتقيات الكبرى وغيرها، هو مجد رياضتنا الأوحد حالياً وذلك تحقق بموهبة أولاً واجتهاد وصبر وعزيمة، والمؤسف أن الاتحاد الرياضي كان مقصراً معه إلى درجة التجاهل في مراحل متفرقة من مسيرته مع هذه الرياضة الصعبة (الوثب العالي)، حتى بدا ما حققه مجد من إنجازات رائعة إنما كان بجهود شخصية وفردية وإليكم الدليل..
لو كان للقيادة الرياضية ذلك الدور في إنجازات الغزال، لكان هذا الدور متمثلاً في استراتيجية عامة وخطط رسمت لتطوير رياضتنا ككل، وبالتالي لكان عندنا أكثر من غزال وأكثر من رياضي على مستوى القارة والعالم وفي مختلف الألعاب، وليت الأمر كذلك فقط، بل المؤسف أننا لا نجد رديفاً يكمل مشوار رياضيين تألقوا وبرعوا كعهد جغيلي وأحمد غصون وغيرهم، ما يعني عجز وتقصير وخلل في العمل الرياضي، والكلام معني به بالدرجة الأولى القيادة الرياضية لأنها المسؤولة عن كل شيء ولأنها الممسكة بزمام الأمور إلى درجة السيطرة الكاملة على كل مفاصل العمل.
مع فرحنا الكبير بمجد، رياضتنا، تقول بأسف وماذا بعد مجد؟! وكيف سيكون حال رياضتنا التي صارت رياضة الاستثمارات والمطاعم والمحلات التجارية؟!
مجد الظاهرة وقبله غادة شعاع وآخرون تألقوا في الفروسية والسباحة والكاراتيه والجودو والأثقال والملاكمة وو..يؤكدون أن بلدنا بلد معطاء غني بالمواهب والطاقات والكفاءات، وكل ما في الأمر أننا بحاجة إلى من يحسن إدارة رياضتنا ويعمل بصدق وإخلاص على اكتشاف هذه المواهب ورعايتها ودعمها ولاسيما في هذه المرحلة..
وأخيراً ومن جديد نبارك لمجد انجازه العالمي وندعو له بالتوفيق والمزيد من الذهب الذي يفرحنا ويخفف عنا خيبات الألعاب الأخرى.
هشام اللحام
التاريخ: الثلاثاء 23-7-2019
الرقم: 17031