تتكرر الشكوى من تعدي البعض على مهنة لايتقنونها، كأن نستدعي فنيا لإصلاح عطل في البراد أو الغسالة، أو المكيف وغيره من الأدوات الكهربائية المنزلية، فلا ينجح في اكتشاف الخلل ولا يتم الاصلاح المطلوب، لأنه لم يكتشف سبب العطل، وبالتالي لم يتمكن من الإصلاح لأنه لم يدرس في مدرسة مهنية ومعهد وإنما تعلم المهنة من مراقبة معلمه أي صاحب المحل الذي يعمل به.
كما تتكرر الشكوى من عدم الحرفية في صناعة الملابس، وقياساتها الصحيحة، وأغلب تلك الشكاوى ازدادت بعد الحرب، أي أن الكثير من المهن خسرت مهرتها الحقيقيين، لأسباب كثيرة ، مما يدفعنا للسؤال عن العودة للاهتمام بالتعليم المهني، والتركيز عليه ومنذ المراحل المبكرة، ومتابعة استمرار الطلاب ودعمهم بالتدريب في الورش، فيحصلون على قدر كاف من التدريب طيلة فترة دراستهم حتى تخرجهم وحصولهم على التراخيص التي تمكنهم من مزاولة مهنة تكون تحت الرقابة والمساءلة القانونية.
إن المرحلة الحالية وما يليها، تتعاظم فيها الحاجة الى مهنيين في مختلف المجالات في الاعمار والاكساء والكهرباء والتصنيع والخياطة، وعلى الأهل والمدرسة تشجيع الأبناء ودفعهم نحو التعليم المهني، لسد حاجتنا إلى الفنيين في مختلف الاختصاصات ولتعود الكفاءة والإتقان الى الحرف والصناعات المختلفة.
لا تقل أهمية التعليم المهني عن التعليم العادي بل على العكس قد تفوقه أهمية في مرحلة ما بعد الحروب ، لأنه قد يكون أحد الحلول لدعم مكافحة العمالة السيئة للأطفال، وأحد أشكال التصدي للبطالة، بالإضافة الى رفد السوق بالكفاءات المطلوبة.
لينا ديوب
التاريخ: الثلاثاء 23-7-2019
الرقم: 17031