ثورة أون لاين – أحمد حمادة:
ليس غريباً ولا جديداً ولا استثنائياً أن نقرأ في صحيفة الأوبزرفر البريطانية وهي تعنون أن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون هو (عراب الحروب في الشرق الأوسط) وهو المعروف بكونه من دعاة الغزو والتدخلات العسكرية الأميركية في العالم، فالصحيفة لم تأت بجديد، بل نقلت ما هو معلوم لدى الجميع ليس إلا.
فبولتون يعرفه القاصي والداني من أشد المحافظين الجدد تطرفاً في أميركا، ومن أصحاب الرؤوس الحامية الذين لا يهللون إلا للحروب والغزو واحتلال الدول وتدميرها ونهب ثروات الشعوب باسم الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب المزعوم والديكتاتوريات في العالم.
وليس غريباً على الأوبزرفر أن تقر أيضاً بأن بولتون أوقع بريطانيا في فخ خطير بسبب حماسه لتوتير الأوضاع بين الغرب وإيران، وعدم اكتراثه بمن يتأذى جراء سياسته حتى لو كان أقرب حلفاء بلاه مثل لندن، لأن هذه الحقيقة يدركها البريطانيون والأميركيون قبل شعوب الأرض قاطبة.
يفرح بولتون بأي نبأ يمهد للحرب والقرصنة والغزو والتدمير، فهو من هلل غير مرة للعدوان الإسرائيلي المتكرر على سورية، وهو ومعه ترامب وبومبيو وبقية طاقم الإدارة المتطرف من تورموا كثيراً بعد سيطرتهم على القرار في واشنطن وتصدروا واجهة البيت الأبيض وظنوا أنهم يستطيعون إرهاب الآخرين بأسلحتهم وجعجعتهم.
وكلنا يذكر أثناء إعلان ترامب انسحابه المزعوم من سورية كيف طار بولتون إلى الكيان الإسرائيلي كي يطمئنه ويهدئ مخاوف حكامه من قرار الانسحاب المذكور، والتأكيد لهم أن أميركا لن تتخلى عن حماية أمن كيانهم مهما كانت الظروف فضلاً عن تأييدها للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية.
وكلنا يذكر أيضاً محاولات بولتون طمأنة أدواته كقسد وغيرها بأن واشنطن لن تتخلى عنهم رغم إدراك الجميع لحقيقة تخلي الولايات المتحدة الأميركية تاريخياً عن أدواتها العميلة التي تستخدمها لتحقيق أجنداتها المشبوهة.
اليوم يتوهم بولتون ومعه أصحاب الرؤوس الحامية أن الفرصة باتت سانحة لإشعال المنطقة انطلاقاً من الخليج العربي، وأنهم سيحققون من خلالها أجنداتهم العدوانية لكنهم لم يدركوا بعد أن سياسات الاستعمار والاحتلال وقهر الشعوب سياسات أثبتت فشلها الكبير على مر التاريخ.