ثورة أون لاين-علي نصر الله:
ذريعةُ نظام اللص أردوغان بما خص “المنطقة الآمنة” التي يَستميت لإقامتها على طول الشريط الحدودي السوري التركي – داخل أرضينا – بالتواطؤ مع القيادة الأميركية لتحالف العدوان، هي ذريعةٌ ساقطة سواء عَنونها: بالأمن القومي، أم بإحباط قيام كانتون كردي انفصالي على حدوده، أم تَذرع بضرورة حماية بلاده من التنظيمات الإرهابية!.
واشنطن التي تتولى قيادة تحالف العدوان، لا ذريعةَ لها سوى كذبة محاربة الإرهاب الذي استجلبته في إطار مخطط استهداف سورية ومحاولة تمزيقها، إضافة لذريعة الدفاع عن حلفائها وشركائها في تحالف العدوان، وبمشاريع الهيمنة، وفي الناتو، القصد هنا تركيا الأخوانية، التي كانت البوابة الرئيسة التي مرّ منها كل حُثالات العالم الإرهابية!.
وإذاً، فعلى الولايات المتحدة صاحبة المشروع وقائده أن تَستعد لتَحمل تبعات ما تَشتغل عليه، وهي التي باتت تَعرف جيداً قُدرات مَن أفشلَ محاولتها إقامة “منطقة آمنة” في الجنوب لحماية ربيبتها “إسرائيل”، بل إنها تَعرف جيداً أنّ من طردَ ودحرَ أذرعها الإرهابية، لن يَرضى بأقل من إحباط مشروعها في الشمال والشمال الشرقي.
لن تَنفع واشنطن تفاهماتها مع نظام اللص أردوغان، ولا مُحاولتها الهرب بإحلال قوات مُتعددة الجنسيات محل قواتها، ومن المؤكد أنّ لدى سورية من الحق والقوة ما يكفي ويَفيض لتُفشل كل مشروع يستهدف وحدتها وسيادتها، ولكن..
لكن من المؤكد أيضاً أن فرنسا وسواها ممن وافق على إرسال قوات إلى منطقة الجزيرة السورية، سيَجد نفسه محشوراً بين خياري الهرب والتخلي عن الدور الذي تُكلفه به واشنطن، أو تَحمل مسؤولية تبعات الهزيمة الحتمية التي تنتظره، بما في ذلك تَحمل مسؤولية الخسائر السياسية، البشرية، والمادية التي ستَلحق به!.
الأمنُ القومي التركي المُهدد حسب زعم اللص أردوغان، لايُحفظ بتهديد أمن الآخرين، الوطني والقومي، هذا من حيث المبدأ أمر مرفوض بالمعايير كلها، فما الموقف إذاً في حال صار من الثابت أنّ هذا النظام هو أحد أهم الأسباب التي صَنعت هذا التهديد، له وللآخرين، كل دول الجوار، بل المنطقة بأكملها؟!.
لماذا فتحَ اللص أردوغان حدوده للإرهابيين؟ وللسلاح والكيماوي منه؟ ولماذا انخرط بالمشروع الصهيوأميركي؟ لماذا لا يتراجع عن مَوقعه بهذا المشروع بعدَ كل الذي حصل؟ لماذا لا يُحكم السيطرة على حدوده من طرفه؟ لماذا يَسمح بتسلل الأميركيين والخليجيين عبر حدوده إلى مناطق انتشار فصائل الإرهاب؟ ولماذا مازال يؤدي دوره بدعم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي؟ بل لماذا يُراوغ ويَتملص من التفاهمات الناجزة مع روسيا وإيران في إطار مسار أستانا؟.
سنَحفظ أمننا الوطني، والقومي، نُتقن القيام بهذا الواجب. سنُواصل دحر الإرهابيين والمُرتزقة، وإننا نَستكمل بهذه الأثناء ما أنجزناه. لن نَسمح بتهديد وحدتنا الوطنية. لا حياة لأي مشروع يُحقق أيّ أطماع غربية أم صهيونية أم عثمانية داخل حدودنا الوطنية. وسيكون لنا مَوقف آخر لاحقاً مع جميع المُتورطين بالعدوان والمُنتمين لحلفه. ذلك أنه إذا كانت صفحة الحساب الحدودية مع تركيا قد فُتحت أولاً، فإنّ الصفحات الأخرى ستُفتح بالتتابع.