أميركا تسعى للهيمنة على الملاحة في «هرمز».. ولندن تتعلق بقشة «الشركاء»… إيران تدحض بالوثائق الرواية البريطانية.. والتحالف المقترح مبني على الأوهام
غداة اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن طهران ستقرر خطوتها الثالثة في إطار تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي إذا لم يتم تنفيذ الإجراءات الأوروبية.
وقال موسوي في مؤتمر صحفي أمس: لم يعط اجتماع فيينا أمس أي ضمانات لكنه كان صريحا، مشيرا إلى أن الاجتماع يمكن أن يكون خطوة للأمام، مبينا في الوقت نفسه أن طهران لا تعقد آمالا على الأوروبيين ولا تراهن على تصريحاتهم وأقوالهم بل تنتظر أفعالهم وأعمالهم على الأرض، محذرا من أن الخطوة الثالثة من تقليص التزامات إيران النووية ستكون حازمة في حال فشل الجهود الدبلوماسية.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن تفعيل المالية الأوروبية للتبادل التجاري مع إيران «إينستكس» ليس الهدف الأكبر الأساس، إنما هو مقدمة لتنفيذ أوروبا التزاماتها.
وجدد موسوي التأكيد على أن النشاطات الدبلوماسية الإيرانية تهدف للحفاظ على الاتفاق النووي لافتا إلى أن المشاورات للحفاظ عليه سواء كانت لأجل إيران أو للطرف المقابل مفيدة وستستمر.
وقال موسوي إن التحالف العسكري الأوروبي المقترح لحماية الملاحة في مضيق هرمز مبني على أوهام، ولا ننصح ألمانيا والدول الأوروبية بالانضمام له، مضيفا أن إيران هي المسؤولة عن تأمين الخليج ومضيق هرمز، ولأجل حماية أمن المنطقة لا حاجة لتشكيل تحالفات من خارجها.
وأوضح أن ضمان أمن المنطقة والخليج ومضيق هرمز لا يتم إلا عبر تعاون دول المنطقة، مشيرا إلى أن تدخل الدول الأجنبية في المنطقة سيؤدي إلى زعزعة أمن الخليج واستقراره.
من جانبه أكد النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري أن بلاده تهدف من خلال تقليص التزاماتها تجاه الاتفاق النووي إلى الحفاظ عليه.
وخلال لقائه في طهران أمس رئيس الدائرة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني سونغ تاو قال جهانغيري: كما وفت إيران بالتزاماتها بموجب الاتفاق يجب على الأطراف الأخرى الالتزام به لذا سنعود إلى الوضع السابق حتى تفي تلك الأطراف بتعهداتها.
إلى ذلك أكد قائد مقر «خاتم الأنبياء» المركزي التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء غلام علي رشيد، أن سعة نطاق المواجهة وعنصر الزمن هما اللذان يحددان مصير أي حرب محتملة قادمة.
وحسب وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، قال اللواء غلام إنه بالإشارة إلى الحرب المحتمل وقوعها في المستقبل، لا قوة في العالم لديها الإمكانية في إدارة حرب ضد أراض بمساحة إيران تبلغ ثمانية ملايين كم مربع.
وخلال زيارة تفقدية للوحدة الصاروخية التابعة لقوات الجوفضاء التابعة للحرس الثوري اعتبر القائد في الحرس الثوري الإيراني أن مصير الحرب المستقبلية المحتملة تعينها الأبعاد الجغرافية لميدان الحرب والفترة الزمنية لها، مشيرا أنه لا قوة في العالم لديها الإمكانية في إدارة حرب وشنها وإنهائها ضد أراض بوسع إيران تبلغ مساحتها ثمانية ملايين كم مربع.
وتابع: لذلك القدرة على إدارة الحرب على جغرافيا واسعة ضمن فترة زمنية طويلة هي من تقرر نتيجة الحرب وليس القدرة في التخريب وشدة الدمار.
في الأثناء نشر الحرس الثوري الإيراني مقطع فيديو جديداً، يوثق عملية احتجاز ناقلة النفط البريطانية في مضيق هرمز، والتحذيرات التي أطلقها الحرس الثوري لطاقم المدمرة التي حاولت منع الاحتجاز.
ويظهر المقطع المصور الحوار الذي دار بين الحرس الثوري وطاقم المدمرة البريطانية، التي حاولت منع احتجاز ناقلة النفط «ستنا إمبرو».
وفي الوقت الذي حاولت فيه المدمرة التدخل، ومنع الحرس الثوري من الاقتراب من السفينة، طلب الأخير من طاقم المدمرة عدم التدخل وعدم تعريض حياة طاقمها للخطر.
وأعلن الحرس الثوري يوم الجمعة 19 تموز أنه احتجز ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في الخليج بعد أن احتجزت بريطانيا ناقلة إيرانية هذا الشهر، مما زاد من التوتر في ممر ملاحي حيوي لشحن النفط للسوق العالمية.
وفي واشنطن الساعية لتأجيج حدة التوتر في الخليج جدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الحديث عن أن الولايات المتحدة تعتزم العمل مع الشركاء لضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز وغيرها من المضيق في الخليج .
وقال بومبيو في لقاء حواري مع مؤسسة النادي الاقتصادي لواشنطن سنسعى جاهدين لضمان سلامة الملاحة وإبقاء الطريق مفتوحا في مضيق هرمز وبمشاركة دول من جميع أنحاء العالم على حد تعبيره.
وفي سياق التماهي البريطاني مع التصعيد الأميركي، قال وزير الخارجية البريطاني الجديد دومينيك راب، إنه يجب الإفراج عن ناقلة النفط البريطانية التي تحتجزها طهران، مشددا في المقابل على أنه لن يكون هناك تبادل للناقلات، مشيرا إلى أن المسألة ليست نوعا من «المقايضة» في شأن الإفراج المتبادل عن ناقلات النفط وفق تعبيره، لافتا في الوقت نفسه إلى أن المبادرة البريطانية لإنشاء تحالف أوروبي لحماية الملاحة في مضيق هرمز تحظى بدعم أميركي.
هذا وتعتزم بريطانيا إرسال مجموعة صغيرة من العسكريين الإضافيين إلى البحرين هذا الأسبوع للمساعدة في تعزيز الحماية البحرية للسفن في الخليج.
وتأتي هذه الخطوة بعدما أعلنت الحكومة البريطانية عن وصول سفينة حربية بريطانية ثانية إلى الخليج لتأمين ملاحة السفن التجارية للمملكة المتحدة عبر مضيق هرمز.
وكالات – الثورة
التاريخ: الثلاثاء 30-7-2019
رقم العدد : 17037