إيران تعارض مبادلة ناقلتي النفط مع بريطانيا… ألمانيا ترفض طلب أميركا .. وروسيا تقدّم رؤية لأمن الخليج
في ظل أجواء التوتر التي تعمد الولايات المتحدة إلى تصعيدها، والاستثمار فيها من أجل الهيمنة على الملاحة في الخليج، رفضت ألمانيا أمس طلبا أميركيا بالمشاركة في خطط تأمين الخليج ومضيق هرمز، فيما أكدت إيران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، أن أميركا تواجه أكبر فشل في تاريخها منذ حرب فيتنام، رافضة في الوقت نفسه مبادلة ناقلتي النفط مع بريطانيا.
فقد أكد ظريف على «تويتر» أن الولايات المتحدة أنفقت 7 تريليونات دولار على حروبها في المنطقة حتى الآن، ولكنها تواجه أكبر فشل في تاريخها منذ حرب فيتنام، مشيرا إلى أن الإيرانيين صمدوا في وجه المعتدين، لكن الولايات المتحدة الأميركية أنفقت 7 تريليونات دولار وأنهارا من الدماء في المنطقة.
ووجه ظريف رسالة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، طالبه فيها برفض التاريخ المزيف لما يصفه بـ»الفريق ب»، مشيرا إلى أنهم متعطشون لحرب لا تتوقف، وقال: إن الدبلوماسية تساوي الحكمة، ولا تعني الضعف.
من جانبه أكد السفير الإيراني في لندن حميد بعيدي نجاد رفض إيران مبادلة ناقلة النفط البريطانية المحتجزة لديها مع ناقلة النفط الإيرانية التي تحتجزها لندن بشكل غير قانوني.
وقال بعيدي نجاد في تغريدة على تويتر: من غير الممكن تطبيق المقترح الذي أوردته بعض وسائل الإعلام البريطانية المتضمن مبادلة ناقلتي النفط المحتجزتين لدى إيران وبريطانيا.
وأضاف: إن بريطانيا احتجزت ناقلة النفط الإيرانية بصورة غير قانونية في منطقة جبل طارق فيما قامت إيران بتوقيف ناقلة النفط البريطانية لانتهاكها بعض الضوابط المتعلقة بأمن الملاحة البحرية في مضيق هرمز.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في ال 19 من الشهر الجاري توقيف ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز ونقلها إلى السواحل الإيرانية لعدم مراعاتها القوانين الدولية البحرية بعد نحو أسبوعين على إعلان حكومة جبل طارق أن البحرية البريطانية احتجزت ناقلة إيرانية للنفط قبالة موقع الصخرة في مضيق جبل طارق.
إلى ذلك قالت أكدت إيران إن مناوراتها البحرية المشتركة مع روسيا ستجري في الخليج الهندي وبحر عمان فقط، وإن ما ذكرته وسائل إعلام عن إجراء المناورات في الخليج غير صحيح.
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن قيادة القوات البحرية في الجيش الإيراني تأكيدها أن مناورات عسكرية بحرية مشتركة بين إيران وروسيا ستجري في المحيط الهندي وبحر عمان فقط، مشددة على أن ما نقل عن إجراء مناورات مشتركة في منطقة الخليج غير صحيح.
وأضافت «تسنيم» نقلا عن قيادة القوات البحرية الإيرانية: بعض وسائل الإعلام الإيرانية أخطأت في نقل وفهم تصريحات قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني حسين خانزادي، أمس الأول، والذي يشارك في احتفال يوم البحرية الروسية في مدينة سان بطرسبورغ، حول المناورات المشتركة بين روسيا وإيران.
ولفتت القيادة إلى أنه في ضوء الاجتماعات والمناقشات التي أجراها حسين خانزادي مع قائد البحرية الروسية، فإن البحرية الإيرانية تستعد لإجراء مناورة بين القوتين البحريتين الإيرانية والروسية في شمال المحيط الهندي وبحر عمان، والتخطيط جار للقيام بهذه المناورة.
وفي خضم التحريض الأميركي ضد إيران، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية رفض برلين المشاركة في استراتيجية الضغط الأميركية في منطقة الخليج ومضيق هرمز.
وجاء في بيان الخارجية أمس : الولايات المتحدة الأميركية قدمت لحلفائها ومنهم ألمانيا رؤيتها لمهام حماية الملاحة في الخليج، وطلبت المشاركة في المهمة، الحكومة الألمانية علمت بهذه الخطط لكنها لم تعط وعودا بشأنها.
كما أضاف البيان: نحن على تواصل مكثف بفرنسا وبريطانيا، لكن الانضمام للإستراتيجية الأميركية بشأن زيادة الضغط في المنطقة ليس ضمن خططنا، وأشارت الخارجية إلى أن الأولوية حاليا لابد أن تعطى لخفض التوتر، وللجهود الدبلوماسية، بدلا عن نشر قوات عسكرية إضافية في المنطقة.
وكانت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في برلين قالت لوكالة الأنباء الألمانية أمس إن واشنطن طلبت من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، المساعدة في تأمين مضيق هرمز.
ونقلت وكالة رويترز عن المتحدثة باسم السفارة الأميركية في برلين تامارا شتينبرغ-غريلر، قولها أمس: لقد توجهنا بصورة رسمية إلى ألمانيا باقتراح أن تنضم إلى فرنسا وبريطانيا، كي تساهم في ضمان الأمن في مضيق هرمز ، مشيرة إلى أن أعضاء الحكومة الألمانية كانوا واضحين في أن حرية الملاحة يجب أن تكون محمية.
يذكر أن هناك معارضة قوية داخل الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الشريك الأصغر للديمقراطيين المسيحيين داخل الائتلاف الحاكم الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، لأي انخراط لبرلين في بعثة تقودها الولايات المتحدة.
وفي تصريح لصحيفة « ستوتغارتر زيتنغ» الألمانية قال المتحدث باسم الحزب المعني بالشؤون الخارجية نيلز شميد: لقد رفضت الحكومة الألمانية المشاركة في بعثة «عملية الحارس» العسكرية الأميركية في مضيق هرمز. وتابع: فلتبقى الأمور كما هي عليه، كيلا نجد أنفسنا متورطين في حرب ضد إيران إلى جانب الولايات المتحدة.
ووردت سابقا تقارير بأن واشنطن تناقش مع حلفائها إمكانية توفير حماية مسلحة لناقلات تعبر مضيق هرمز الاستراتيجي الواصل بين الخليج وبحر عمان وبحر العرب المفتوح على المحيط الهندي.
وقال رئيس الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد إن الولايات المتحدة تعمل على تشكيل تحالف عسكري مكلف بحماية الملاحة التجارية قبالة السواحل الإيرانية واليمنية، على خلفية تصاعد التوتر في المنطقة.
إلى ذلك قدمت روسيا رؤيتها للأمم المتحدة فيما يخص الأمن الجماعي لمنطقة الخليج، حسب تصريح فلاديمير سافرونكوف، نائب المندوب الروسي الدائم في الجمعية العامة للمنظمة الدولية.
وقال سافرونكوف بأن البعثة الروسية وزعت على أعضاء الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي الرؤية الروسية بصفتها وثيقة رسمية.
وتمنع رؤية الأمن الجماعي التي اقترحتها وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة من إنشاء كتل عسكرية لإضعاف إيران، وتهدف إلى استقرار الوضع ليس فقط في منطقة الخليج، ولكن في جميع أنحاء الشرق الأوسط أيضا.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبو قد أكد مؤخرا أن الولايات المتحدة تنشئ تحالفا أمنيا في منطقة الخليج، ستشارك فيه بلدان من جميع أنحاء العالم على حد زعمه.
التعليق الروسي على تصريح بومبيو جاء على لسان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، بأن الولايات المتحدة لم تتصل بروسيا بشأن هذا التحالف، وقال بوغدانوف للصحفيين: لم يقدم أحد أي شيء لنا، بل فقط بعض التصريحات، عادة ما يتواصلون ويشرحون ما يريدون، ويقدمون بعض الأفكار، نقدم مفهومنا للأمن الجماعي للخليج، اليوم نقدمه مرة أخرى.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038