إذاَ فقد تعاقد اتحاد كرة القدم مع الأرجنتيني خوان ماركوس ترويا، ليكون مشرفاً فنياً على المنتخبات الوطنية للفئات العمرية دون ١٩ عاماً، مع التركيز حالياً على الإدارة الفنية لمنتخب الناشئين مع المدرب الوطني محمد عقيل، والحقيقة أن لدينا الكثير ليقال فيما يتعلق بالتعاقد المذكور، الذي يمكن أن يكون إيجابياً ويمكن ألا يكون كذلك، لأن بعض الحيثيات تبدو ضبابية ولاسيما بما يخص السيرة الذاتية للمدرب الأرجنتيني وبما يخص آلية التعاقد معه.
تغيير الكادر الفني لمنتخب الناشئين أمر إيجابي نادينا به، بعد أن شاهدنا عجز الكادر الفني السابق للمنتخب عن تطوير لاعبي هذه الفئة، رغم وجود أكثر من موهبة في صفوفه، وقد تساءلنا: ماذا بعد امتلاك الموهبة ؟!، وهل يكفي وجود المواهب دون القدرة على تطويرها واستثمارها بالشكل الأمثل؟!.
على ذلك فإن التغيير إيجابي لأنه جاء بهدف تعويض الكادر السابق لمنتخب الناشئين الذي لم يقدم ما هو مطلوب منه خلال الفترة الماضية، وهو ما أظهرته المشاركة في دورة غرب آسيا لمنتخبات الناشئين التي أقيمت مؤخراً في الأردن، لكن أيضاً و رغم إيجابية التغيير من حيث الشكل إلا أن بعض التساؤلات تحيط بالخطوة، إذ إننا جميعا نعلم معارضة المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام فكرة التعاقد مع مدرب أجنبي، فعلى أي أساس تغيرت المواقف بشكل مفاجئ ؟ وكيف قبل الاتحاد الرياضي بالعودة لخيار المدرب الأجنبي، رغم أن رئيس المنظمة الرياضية الأم صرّح منذ أيام بأنه مقتنع بكفاءة المدرب الوطني الذي يعتبر الأنسب لمنتخباتنا ؟!، وكيف حدث هذا التغيير الجذري في القناعات، وبالتالي التحول نحو الخيار الأجنبي رغم أن الشارع الكروي لم يطالب بمدرب أجنبي، وهو (الشارع الرياضي) يوجه بوصلته نحو المنتخب الأول قبل أي شيء آخر ؟!.
طبعا نحن لا تعنينا الأسباب الحقيقية التي أدت لتغيير القناعات، وكل ما يشغل بالنا هو أن يكون المدرب الأرجنتيني المذكور قادراً على تقديم الإضافة المنشودة، لأن عجزه عن ذلك سيفتح الباب مشرّعا أمام عدة تساؤلات وسيضع القائمين على هذا التعاقد في موقف محرج، باعتباره (التعاقد مع الأرجنتيني) لم يأت تحت أي ضغط شعبي أو إعلامي (كما حدث عند التعاقد مع المدرب الألماني بيرند شتانغيه لتدريب المنتخب الأول)، كما أن تواضع السيرة الذاتية للمدرب المذكور سيزيد من القناعة (في حالة الفشل)، بأن التعاقد معه لم يكن بهدف تطوير المنتخب وسيفتح المجال لتعدد التأويلات والتفسيرات.
باختصار فإن التعاقد مع المدرب المذكور سيبقى محل تساؤلات وتفسيرات وتأويلات، لناحية الأسباب التي أدت إليه حتى تثبت صحة القرار ، وعلى من قام بهذا التعاقد المفاجئ أن يتقبل أي انتقادات موجهة له حتى يثبت العكس، وحتى تؤكد النتائج صوابية القرار المتخذ والخطوة المتمثلة باستقدام المدرب الأرجنتيني.
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 1-8-2019
رقم العدد : 17039